Skip to content

الإعلامية نعمة العلواني

  • by

اسمي نعمة العلواني سورية من مدينة حمص مقيمة حاليًّا في مدينة طرابلس لبنان، خرّيجة إعلام اختصاص راديو تلفزيون، وأعمل كمعدّة تقارير مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي. بدأ شغفي بالإعلام منذ بداية الثورة السورية، حيث بدأت بتصوير المظاهرات والنشاطات الخاصة بالثورة منذ بدايتها بمجهودٍ شخصيّ، ولكن قبل ذلك كنت أملك حب وشغف كبير للتصوير الفوتوغرافي، ولكن بدون توجيه هذا الشغف لتخصصٍ ما.

بعد تنقلي لعدة محافظات بالداخل السوري إثر قصف مدينة حمص وخروجنا من منزلنا، مروراً بداريا إلى طرطوس، لم أتخلَ عن نشاطي الثوري الإعلامي أثناء ذلك، وعلى أثره تم اعتقالي في مدينة طرطوس على يد الأمن السياسي هناك، عقب قبولي في كلية الإعلام فرع دمشق، وكان ذلك أشد وطأة عليّ، لأنني انقطعت بسبب ظروف الحرب عن دراستي لمدة 4 سنوات وكان الاعتقال قتل لآخر أملٍ لي لكي أكمل دراستي.

جلّ ما ورد بخاطري أثناء فترة اعتقالي، هو لو أنني أمتلك كاميرا أو آلة تطبع كل ما التقطته عيناي في تلك السراديب، حتى يرى العالم أجمع معاناة المعتقلين في السجون الأسدية. بعد ثمانية أشهر من الاعتقال والتهم غير المعدودة والانتقال من فرع إلى آخر، تم إطلاق سراحي بتسوية أمنية، ومن ثم انتقلت إلى لبنان خوفاً من الاعتقال مرة أخرى.

عقب وصولي إلى لبنان، كان وضعي النفسي شبه محطم، ولكن دعم أهلي وإخوتي لي ساعدني لكي أتجاوز الصعوبات ولأعود أقوى مما كنت عليه، وحمدًا لله إيماني بالله تعالى وثقتي به، سهّلت لي دراستي في لبنان. تقدمت بطلب الحصول على منحة كاملة من مؤسسة ليزر التي تكفلت بدراستي بشكل كامل، ومنذ السنة الثانية، بدأت العمل بمجالي بالصحافة المكتوبة حيث كتبت مقال مع مجلة الجزيرة وعدة مواقع إلكترونية معروفة، ومن ثم انتقالي للإعلام المرئي وصناعة الأفلام والتقارير المصوّرة، إلى أن سنحت لي الفرصة العمل مع صفحة “أنا هون” على الفيسبوك وإطلاق برنامج #متفرجة الذي نقلني نقلة نوعية وكان نوع آخر من التحدي بالنسبة لي.

لا يمكنني أن انكر انّ عملي بالإعلام والتقارير المصورة، جعلني مُطّلعة على حاجة المجتمع السوريّ اللاجئ في لبنان، ومسؤولة بشكل مباشر عن توصيل صوت الذين لا صوت لهم، حيث أنّ الفيديوهات لها أثر كبير على الجمهور والمحتوى الجيّد قد يساهم في التغيير. بالإضافة للتحدي الذي يواجه الفتيات بالذات اللواتي يعملن في هذا المجال، من الصورة النمطية للحجاب والمحجبات والسوريات وغيرها الكثير من العواقب ناهيك عن اللهجة.

وجلّ ما اتمناه أن أعود لبلادي لأنقل الصورة الحقيقية عنه، وأن أتكلّم عن قصص نجاح السوريين والسوريّات وحتى أيّ إنسان يحتاج لصوت ما، مهما كانت تلك القصص، فهي بالتأكيد تستحق أن يُسلّط الضوء عليها. أكثر ما يؤلمني أن أرى الكثير من الشباب وقد حُرموا من إكمال دراستهم في هذه الظروف أو تخلّوا عن فرصة بسبب عملهم وإعالة أسرهم. ولكن أتمنى أن يكون الأمل حليفهم، وأن يسعوا دائما لتطوير أنفسهم، فهناك فرص كثيرة سواء في التدريبات المختلفة أو المنح أو التعليم الالكتروني وغيره. وجلّ ما نملكه حالياً، -بعد أن خسر مجملنا كل ما يملكه- فرصة تطوير ذاتنا، لكي تكون ثورتنا على أنفسنا أولاً، وعلى من يحاول إسكاتنا بالجهل ثانياً.