تقنية توليد الأفكار
بقلم “حنان داوود أبازيد”
كيف تتولد أفكارنا الرائعة (بعرض علمي)
الأفكار….مَن منّا لا يريد افكارا عظيمة ؟!!!
أحياناً نتخيل ان الافكار سحرية ويصعب انتاجها والوصول اليها. خاصة عندما نحتاج إليها ولا نجدها في الوقت المناسب.
لكن الخبر السار هو أنه يوجد عملية لزراعة الافكار وبالامكان ممارسة وانتاج افكار اكثر.. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأفكار تتولد في بيئة مريحة أو حتى .. في الحمام..
لذلك دعونا نلقي نظرة على العلم الابداعي في انتاج الأفكار :
كيف تعمل أدمغتنا بشكل إبداعي ؟
حتى الان لم يحدد العلم ماذا يحدث لأدمغتنا اثناء العملية الابداعية لأنه يجمع في مجمله مجموعة من علميات الدماغ المختلفة.
وخلافا للاعتقاد السائد فإن جانبي الدماغ يعملان معا وليس جانبا واحد فقط. ويتميز الجانبين من ادمغتنا ببساطة بطرق و اساليب المعالجة المختلفة. ففكرة ان الناس يكونوا مفكرين من الدماغ الايمن او مفكرين من الجانب الايسر هي في الحقيقة خرافة.فالألعاب تجعل الدماغ اكثر نشاطا و ذكاء من استخدام الانترنت.والكحول مثلا يدمر ويقتل الدماغ.
يوجد فكرة تقريبية عن كيفية عمل هذه العمليات
المناطق الثلاث في الدماغ التي تستخدم للتفكير الابداعي:
من بين جميع الشبكات والمراكز المحددة في أدمغتنا ، هناك ثلاثة من المناطق المعروفة التي يتم استخدامها في التفكير الابداعي .فعندما يتعلق الامر بالإبداعننطلق بشغف للتعرف على كيف يمكننا أن نفكر بإبداع.
– منطقة ضبط الانتباه:تساعدنا على التركيز على مهمة معينة . و تنشط عندما نحتاج الى التركيز على مشاكل معقدة او الالتفات الى مهمة مثل القراءة او الاستماع الى محاضرة ما .
– منطقة التخيل: كالتخمين فهي تستخدم لأشياء مثل تخيل السيناريوهات أو المستقبلأوتذكّر الاشياء التي حدثت بالماضي .
هذه الشبكة تساعدنا على بناء الصور الذهنية عندما نخوض في هذه الأمور.
– منطقة المرونة: الانتباه له دور مهم في رصد ما يحدث لنا وداخل عقولنا وكذلك التبديل بين منطقة التخيل ومنطقةضبط الانتباه بالنسبة لنا .
في الصورة ادناه ، منطقة ضبط الانتباه (باللون الاخضر) ومنطقة الخيال ( باللون الاحمر )
عملية انتاج الافكار الجديدة :
يوضح جيمس ويب يونغ في كتابه تقنية إنتاج الافكار ان شرح عملية انتاج افكارجديدة هي عمليةأبسط من عملية متابعة العمل الفكري بحد ذاته. كما يفسر ان العمل على ايجاد الافكار ليس هو الحل انما نحن بحاجة الى تدريب عقولنا على انتاج افكار جديدة بشكل طبيعي.
المبادئ العامة للأفكار:
بعد دراسة جادة تبين أن هناك مبدأين لتوليد الأفكار:
1- الفكرة عبارة عن تركيبة جديدة من عناصر قديمة .
2- ان القدرة على جلب عناصر قديمة من تركيبات جديدة تعتمد الى حد كبير على القدرة على رؤية العلاقات .
ان المبدأ الثاني هو مهم في انتاج افكار جديدة لكنه يحتاج الى أن ندرب عقولنا ونساعد أدمغتنا حتى تتحسن في تقديم افكار جيدة ’ مبدعة , وفعالة.
التحضيرات للحصول على افكار جديدة :
ان الافكار تتكون من العلاقات بين العناصر القائمة. فنحن بحاجة الى جمع المخزون من هذه العناصر حتى نتمكن من بدء الاتصال بهم. وللأسف فغننا لا نحسن استخدام هذه العملية.
ان اعداد العقل لعملية اجراء اتصالات جديدة يستغرق وقتا وجهدا، فنحن بحاجة الى الوصول الى هذه العادة من جمع المعلومات التي حولنا حتى يستعد العقل للعمل.
هناك زوجين من الافكار , الأول: استخدام بطاقات الرقم القياسي لتنظيم واستخلاص المعلومات الى وحدة (bayte) الحجم . الثاني: هو استخدام القصاصات او ملفات مفهرسة حتى نتمكن من ايجاد ما نحتاج اليه في وقت الحاجة لها.
استجماع كافة الأفكار :
في الغالب أصعب مرحلة هي جمع المواد التي يحتاجها الدماغ الى تشكيل علاقات جديدة . ولكن يمكنك ان تفعل الكثير لمساعدة دماغك في معالجة كافة المعلومات.
حيث ان سلسلة من الدراسات قد استخدمت الكهربية (EEG) والتصوبر بالرنين المغناطيسي الوظيفي ( FMRI) لربط الدراسة العصبية للحظة ” انقداح الفكرة” وسوابقها. وعلى الرغم من ان تجربة البصيرة هي المفاجئة فهي تبدو منفصلة عن الفكرة التي تسبقها مباشرة. وتشير الدراسات ان البصيرة هي تتويج لسلسلة من مناطق الدماغ والعمليات التي تعمل على نطاقات زمنية مختلفة.
قامت منذ سنوات احاديث ونقاشات ممتازة حول كيفية تطوير ادمغتنا و حول الافكار وحل المشكلات الابداعية .وجرى الحديث حول فكرة أن أدمغتنا تجري مثل السلاحف. وتكلمت النظريات حول : ان الفكرة هي ان ابداعك يعمل مثل السلحفاة ( كرئيس يخرج ببطئ لمعرفة اذا كانت البيئة آمنه قبل ان يخرج بالكامل.) وبالتالي فإنك تحتاج الى انشاء واحة للحياة الحديثة لتكون ملاذاً آمناً حيث يمكن ظهور ابداعك.
من الأفكار المفيدة لتحقيق هدفنا في توليد أفكار ابداعية:
1- تخصيص الوقت : ان افكارك بحاجة لوقت لتستقر قبل ان يشعر ابداعك بأمان كافٍ للطاقة والذهاب الى العمل. ويكمن تخصيص وقت للتفكير بإنتظام فهو يكون وسيلة جيدة لتدريب عقلك على الاسترخاء مما يجعل هذا الوقت المحدد ملاذاً آمنا للعقل لبدء تجميع الاتصالات التي يمكن ان تتحول الى افكار.
2- ايجاد مساحة للإبداع : ان تخصيص وقت بإنتظام يرسل اشارة آمنة الى دماغك للعمل على افكار ابداعية.فإيجاد مساحة خاصة يساعد على الابداع ايضا.وهذا مشابه للحرارة والضوضاء حولنا التي تؤثر على ابداعنا.
3- السماع لدماغك على العمل : قد تكون هذه اصعب واحدة ، لكنها من اهم اجزاء علمية انتاج الافكار. حيث من المهم اسقاط الموضوع برمته من عقلك والسماح للاوعي الخاص بك ان يعمل هذا الشيء. و مدى الفائدة التي يمكن ان تكون ان “تنام على المشكلة” فهو يتذكر ويراقب بتغير جذري في نهجه للمشكلة ، وقال انه لا يستقيظ فقط مع فكرة واضحة عن كيفية مواصله عمله ولكن المشكلة نفسها لم تعد واضحة.
4- لحظة انقداح الفكرة (Aha) :
ان عملية انتاج الافكار تكون على مراحل. بمجرد انتهائنا من الثلاثة الاولى التي تشمل على جمع المواد وترك معالجاتوبيانات وايجاد الاتصالات للعقل الباطني سوف تأتي لحظة ” انقداح الفكرة أو ال Aha ” . ربما تأتي لك على الاقل عندما تقوم بالاستحمام او اثناء حلق ذقنك او في اغلب الاحيان عندما تكون في الصباح نصف مستيقظ وقد توقظك في منتصف الليل.
كيف نحصل على مزيد من الافكار العظيمة
ان معالجة وفهم ادمغتنا من خلال الذهاب الى انتاج افكار يساعدنا على تكرار هذه العملية و تحفيزها. ولكن هناك عدد قليل من الاشياء التي يمكن القيام بها لتدفع انفسنا نحو وجود افكار افضل. ومنها:
لا تقبل بأفكارك فوراً:
ان المرحلة النهائية من تفسير انتاج الفكرة هي ان تنتقد افكارك.
لأن هذا سوف يساعدك على التوسع في الفكرة وكشف احتمالات كنت قد غفلت عنها. فمن الاهمية هنا ان تعرف اذا كنت منطوي او منفتح على الخارج لإنتقاد افكارك من المنظور الصحيح.
انقر دماغك:
المثير للدهشة هو انه يمكنك فعلا ضرب دماغك اكثر مما يمكن التعامل معه وانه تسرع هذه المهمة. وقد اوضح روبروت انشتاين في مادة علم النفس كيف ان المواقف الصعبة يمكن ان تبرز قدرتنا على الابداع حتى لو كنت لم تنجح في كل ما تفعله ، سوف تستيقظ المناطق الابداعية في دماغك لتعمل بأداء افضل لتعويض النقص بعد فشل المهمة.