مناقشة المنظمات و دورها في مواجهة مشكلات التعليم وذلك في جلسة حوارية مع المنتدى الفكري السوري
بات الطلب متزايداً على التعليم لدى المجتمع السوري , و الذي لا يستطيع أن يفي بمتطلبات التعليم لجميع الراغبين في الالتحاق به؛ نظراً للكلفة الباهظة وخاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوريون داخل الوطن أو في بلاد ا للجوء و الاغتراب.
ولاشك في أن مساهمة منظمات المجتمع المدني مهمة في الارتقاء بالعملية التعليمية، لأن من شأن هذه المساهمة أن توجّه الوحدات الاقتصادية الهادفة للربح نحو تمويل التعلم وتخفيف الأعباء المالية عن المجتمع السوري المنكوب. كما أن هناك خبرات وكوادر ونخباً في مؤسسات المجتمع المدني يمكن أن تساهم في إصلاح التعليم ومعالجة القصور والاضطراب التعليمي الناتج عن الحرب و الأزمات, من خلال الدورات التعليمية و من خلال الرقابة على العملية التعليمية وترشيدها، بمراعاة حسابات العائد أو مراعاة المحاسبة وتوعية التربويين بأهميتها.
و بناء على ذلك تم لقاء مجموعة من التربويين و الإداريين العاملين في سلك التعليم و ثلة من العاملين في المنظمات المدنية و أقمنا معهم حواراً حول دور المنظمات المدنية في الإصلاح التعليمي..
وناقشنا المحاور التالية: 1- هل تقبل الجهات المعنية بقطاع التربية والتعليم العمل مع مؤسسات المجتمع المدني لإصلاح حقل التعليم على قاعدة «الشراكة المجتمعيةمن أجل التعليم»؟
– نعم إذا قدمت المنظمات خطة مجدية وفق جدول زمني.
– أن ينحصر دور المنظمات في الجانب التعليمي بعيدا عن التدخل في السياسات.
– أن ننظر إلى التعليم باعتباره شأناً مجتمعياً ووطنياً بالدرجة الأولى ،وذلك يتطلب منا المزيد من العمل نحو تعزيز مبدأ الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والانفتاح عليها بصورة أكثر فعالية ووضوحاً.
2- ما التنازلات التي يمكن أن يقدمها الطرفان لإتمام هذا التعاون؟
– بناء العلاقة على أسس من الأخوة و التسامح , وتقبل الآخر.
– الشعور بالمسؤولية تجاه الأوضاع التعليمية السيئة و التي تحتاج حلولاً عاجلة قد لا يلبيها إلا هذا التعاون.
3- ما الغايات التربوية التي يمكن أن تحققها مشاركة المجتمع المدني في الإصلاح التعليمي؟
– المساهمة في تحديد الأولويات التربوية والحاجات الأساسية بشكل أفضل.
– تنمية الإحساس بالولاء والانتماء للمجتمع وتدعيم قيم المشاركة التطوعية ،كما يمكن لمؤسسات المجتمع المدني المساهمة في القضايا التعليمية الحيوية و دعمها بالموضوعات التي تناقش قضايا المرأة والطفولة والأمومة وحقوق الإنسان وأسس التعايش الدولي والتحاور مع الآخرين.
4- اذكروا بعض التوصيات والمقترحات التي من شأنها أن تعطي دوراً تعليمياً أكبر لمؤسسات المجتمع المدني.
– ضرورة تنويع المناهج الدراسية لتشمل البعد الإنساني وليكون هدفها الأسمى الإنسان ،وليس مجرد الحصول على الدرجات أو الشهادات العلمية.
– إدخال مفاهيم جديدة في المناهج التعليمية كالتربية على حقوق الإنسان والتربية البيئية والسياحية والمرورية والصحية وما شابه ذلك ،ومعالجة المخاطر التي يتعرض لها الشباب كالإدمان والإرهاب والتطرف وغير ذلك.
– تنمية الوعي بثقافة التسامح الديني والسياسي والتعددية والحوار الثقافي والسلام الدولي وغيرها.
– إلغاء الحشو بالمناهج الدراسية ،والتركيز على نوعية التعلّم واكتساب الطلبة لمهارات التفكير الناقد ومهارات التعليم العليا كالتحليل والتركيب والتقويم.
– زيادة فعالية دور الأسرة فيا لعملية التعليمية.
– تأهيل الطلبة لممارسة الديمقراطية في الفضاء المدرسي من خلال تشكيل «البرلمان المدرسي».
– تأهيل المعلمين للتعامل مع الطلبة في مرحلة الحروب والأزمات. و تمكينهم من مبادئ الدعم النفسي لأنهم يتعاملون مع شريحة ناجية من الحرب.
اختتمت الجلسة بالتوصيات سابقة الذكر , وبدا الترحيب و القبول ظاهراً على وجه الحضور , وأبدوا الرغبة الصادقة لحل مشكلات التعليم و التي هي بمثابة ناقلة مهترئة تحتاج إلى تحريك عجلاتها و إبعادها عن مستقبل السوريين التعليمي.