على مدى خمس سنوات من الأزمة السورية قدمت خلالها المرأة السورية جميع أنواع التضحية , و تحملت أعباء تنوء بحملها الجبال. فمن فقدان إلى مسؤولية التربية و منها إلى عبء الإنفاق على عائلتها. إلى جانب تلك التحديات كان لابد للمرأة السورية من دور ومكانة في سوريا القادمة.
رغب فريق المنتدى الفكري السوري بمناقشة دور المرأة السورية في بناء سوريا المستقبل, وكانت المحاور و إجاباتها كما يلي:
1- ما تعريفك للمرأة السورية؟
هي الأم و الأخت و الابنة , التي مهما اختلف ترتيبها في الأسرة والمجتمع لم تختلف وطنيتها و محبتها لبلدها. و لم تبخل عنه بأغلى ما تملك . كما أن المرأة السورية هي التي اضطرتها الحرب لمغادرة الوطن سوريا و ما زال قلبها فيه , و عقلها يفكر كيف سيبنيه.
لقد فقدنا أزواجنا وقدمنا الشهداء ثمناً للحرية , ولم نخرج من بيوتنا إلا خوفاً على أبنائنا أن تحطم أحلامهم في ظل الظلم الذي عشناه طوال السنين. نحن نعلم أن الحق سينتصر و أن العدالة الإلهية ستحقق و نريد أن ننمي في أبنائنا حب الحق , و الابتعاد عن الظلم . نربيهم على حق العودة إلى الوطن مهما طال الزمن. و أن لا ينسوا القضية السامية التي خرج من أجلها آباءهم و هي الحق في الحرية , و الكرامة , و العيش كإنسان كرمه الله في جميع الديانات. إن لم نتعلم و نحصل على شهادات عليا , سنهيئ لأبنائنا مقومات العلم لأنه السلاح الأقوى. و نغرس في نفوسهم أن يحبوا بعضاً كسوريين من أجل أن يكونوا يداً واحدة عملاقة تقوى على البناء من جديد.
3- كيف تأخذ المرأة حقها في إطار ملتزم أخلاقياً و اجتماعياً؟
نحن الآن في بلد غير عربي, عاداته أقرب للبلاد الأوروبية , علينا كنساء أن أنحفظ أنفسنا و أن لا نذوب في البلد الجديد. وفي نفس الوقت علينا الاعتماد على أنفسنا , بعد أن كنا نعيش في سوريا ربات منازل. أصبحنا بحاجة للعمل كي لا نسأل الناس وحتى نصون كرامتنا. وحتى أننا قدمنا على الدراسة في الجامعات التركية لضمان مستقبلنا أيضاً. كل ذلك حق لنا لابد من أن نأخذه في حدود ديننا و أدبنا , دون انفلات و تعدي على الأخلاق الاسلامية الفاضلة.
4- ما أثر الثورة عليك كامرأة تحكمها العاطفة في أغلب الأحيان؟
المرأة عاطفية كثيراً و علاقتنا بأبنائنا تحكمها العاطفة في الأحوال الطبيعية , لكن في الوضع السوري صنعت منا الحرب رجالاً نفكر بعقولنا لا بقلوبنا . أصبحنا نخطط كثيراً و نحسب كثيراً و تركنا الدموع للمدللات اللاتي لا يحملن هم الجيل و الأمة. لا يجب أن يرى أطفالنا دموعنا , يكفيهم ما عاشوا من فقدان و حزن .
المستقبل لنا و لأبنائنا , و سيظل هدفنا نصب أعيننا . سنعمل و ندرس و نتقدم و عيوننا ترقب سوريا و تنتظر حريتها لنعود إليها بخبراتنا و مهاراتنا و علمنا الذي جنيناه بعزم و حزم لنبني به سوريا المستقبل أنا ابنة سوريا البارة التي سأقدم لها في كل يوم أكثر من اليوم. سنبني الديمقراطية و المدنية والمواطنة الصالحة ليعيش بها الجيل القادم بأمان بعيداً عن الألم الذي عشناه.