المشكلة .. أن نعتاد ~ بقلم (د.زينة الراغب)
أتعلم أن من أخطر الأمور في حياتنا هي – عادة التعود – ! ,,
تدخل إلى بيتك في كل يوم .. تقطن فيه كثيرا.. فلا تنتبه إالى التفاصيل فيه
. تفقد إحساسك به .. فلا تنتبه مثلا إلى تلك اللوحة المغبرة القديمة ! ,, أو إلى ذلك الكرسي الخشبي المكسور أو إلى تلك السجادة المتآكلة الأطراف أو إلى أو .. !
تدخل إلى مكان ما .. فتنتقد بشدة في البداية شيءً فيه كرائحته مثلاً !
بينما الآخرون لا يشعرون بما تقول .. قد تسربت الرائحة الى أنوفهم .. و تلصصت بخفة دون أن يشعروا بها !
وسيحاربون تيار الهواء الذي يحاول أن ينفض عقولهم مما ركد فيه ! ,, قد تجلس معهم أنت أيضا .. كلها بضع دقائق ! فقط دقائق وستعتاد مثلهم !
لا أقصد في حروفي السابقة قدرة الإنسان على التكيف الإيجابي .. بل ما أرمي إليه أبعد من ذلك .. كالتعود على ظواهر المجتمع السيء أو الأخلاق البذيئة أو مظاهر الإنحلال السائدة ,, فيصبح كل ذلك عادياًُ للنفس ومقبولا لها ..
وتصبح القدرة على معرفة الحق والصواب أعقد و أصعب .
إن الأمر مريب ! خطير ومهيب !
أقوام كثيرة قد ضلّوا السبيل من وراء تجّمد عقولهم وتعودهم ورفضهم لأي تغيير !
قال تعالى : ( قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)﴾ , الشعراء
تعوّدهم على فعل الأمر بلا تفكير أو وعي أو نقد ! .. وتسرب الأصنام الى داخلهم كتلك الرائحة النتنة .. قد أدى بهم إلى الضياع ..
~
قد يدخلوك في نظامهم التعليمي ! أو في لعبتهم السياسية ..
أو في حرب باردة مسمومة بحقن تدريجية بجرع قليلة في البداية تم أعلى و أعلى ..
فتفقد الإحساس بأي وخز أو قلق يذكر .. !!
فأكثر ما يجب ان نخشاه فعلا ! هو أن نعتاد ! ,,
الإعتياد على وجود النعم يعمينا عن شكر الله عليها !! أو عن الإحساس بقيمتها وجوهرها ! ,,
أصدقائي ~
فلنقف عند كل أمر يحدث .. و لننظر بعين الناقد لأنفسنا وحياتنا ! ,, 🙂
أدخل بيتك .. كأنك لأول مرة تدخله ..
كزائر غريب .. ستتغير نظرتك اليه !!
ستجد فيه الكثير من الأمور التي تحتاج الى تعديل – من الناحية الإجتماعية كالتواصل مع الأهل ,معرفة مشاكلهم , طريقة مساعدتهم … أو من الناحية المادية -كالاثات والديكور وغيرها ! 😊
إن سمعت رأي أحدهم فكّر به كأنك أنت ذلك الشخص ..
وبادل أدوار حياتك ! ضع نفسك مكان الجميع ! .. مكان الرئيس تارة .و مكان العامل تارة أخرى .,, مكان المحب ومكان الكاره .. مكان الجاني ! والمجني عليه ! ,,
وأنظر بعدها بعين القاضي وأختر الأمر الأفضل وإسعى إليه ! ,,
لا تسمح لقوالب أنظمتهم أن تبرمجك ! إفعل ما تريد ! وأسعد بما تعمل ! ,,
نعم إن وجدت نفسك تبعد كثيرا عنك ! ,, إترك كل شيء و عد إلى نفسك .. هي أولى لك منهم !! .. واتق الله ~
وقارن نفسك دائما .. هل يا ترى كنت أفضل ؟! ,
ونقّي نفسك من تلوث المجتمع ~