كثيراً ما سمعنا عن سوريين تميزوا في مجالات شتى في ظل الثورة السورية، ولا سيما في دول اللجوء.
ولكن للتعليم خاصيته المميزة؛ إذ أنه من أكبر التحديات التي واجهت الشباب السوري اللاجئ، و الذين تعرضوا لكثير من الضغوطات و العقبات في سبيل الوصول لأهدافهم و بناء ذواتهم و أوطانهم! و من أتيحت له فرصة إكمال تعليمه الجامعي كان لا بد أن يخوض الكثير من التجارب الصعبة منها و المؤلمة، و أن يتحدى الكثير من الصعوبات.
و لا شك أن الطالب السوري في بلاد اللجوء إن أراد التفوق في تخصصه الجامعي كان لزاماً عليه التوفيق بين دراسته و تبعات لجوئه و واجبات أخرى كثيرة لا بد منها!
وبالرغم من الصعوبات الكثيرة ،المعروفة منها و المجهولة، خرج من رحم الألم متميزون كُثر في هذا الجانب! وكان (محمد مستو) ،الذي أجرى المنتدى الفكري السوري معه حديثاً خاصاً , أحد هؤلاء المتميزين. وقد طرحنا عليه بعض الأسئلة منها :
١ – عرفنا عن نفسك؟!
محمد سمير مستو من محافظة حماة عمري 26 سنة حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة فيلادلفيا .
٢ – لماذا اخترت الهندسة المدنية؟! وهل كان مسعاك من البداية، أم أن ظروفا معينة ألزمتك على اختياره، ومن ثم أبدعت فيه؟
في البداية درست الهندسة الكيميائية في جامعة خالد بن الوليد (البعث سابقاً ) في حمص لمدة ثلاث سنوات حتى بدء الثورة السورية , وتحت وطأة القصف لمدينة حمص تعرضت جامعتي بدير بعلبة للتخريب واستشهد عدد من زملائي على مقاعد الدراسة, مما اجبرني على ترك الدراسة والعيش مع عائلتي بالمملكة العربية السعودية . بعد أن فقدت الأمل من إكمال دراستي لاحت في الأفق وبمساعدة من صديقاي محمد مصري وفيصل كشكش فكرة الدراسة بالأردن , لكن للأسف لم يكن هناك مجال لدراسة الهندسة الكيميائية , و بعد عدة مشاورات قررنا دراسة الهندسة المدنية و الحمد لله تخرجنا منها وبمعدلات ممتازة ولم نكن لنصل الى هذا النجاح لولا الله عز و جل أولا ثم دعمنا ومساعدتنا لبعضنا البعض .
3 – ما هي التحديات التي اجتزتها، لتصل للتميز في تخصصك الجامعي؟ وهل كنت تسعى له، وكيف وصلت إليه ؟
كنت متخوفا من قدومي إلى الأردن بسبب تغيير الدراسة وانقطاع قارب السنتان و النصف وبسبب تغيير لغة الدراسة من العربية إلى الإنجليزية.
اتبعت عدة استراتيجيات للبحث عن النجاح ,في البداية , فلم أثقل العبء الدراسي علي في الفصل الأول واعتمدت على مراجع خارجية لمجاراة زملائي وللحاق بقطار الهندسة المدنية بالإضافة إلى قليل من تنظيم الوقت , و الحمد لله أدركت أن المهمة أسهل مما توقعت .
4- هل يعتبر التفوق أحد المعايير التي تؤخذ في الحسبان عند تقدمك للوظيفة، وهل ستحافظ على هذا التميز؟
بالطبع لا . من وجهة نظري التفوق يفيد في المرحلة التي تلي بدء العمل أو الوظيفة , فالمتفوق لديه القدرة على أن يربط الجانب النظري من دراسته بالجانب العملي أثناء العمل أكثر من زملائه , فيستطيع بذلك أن يوجد أساليبا وطرقا تساعده على أداء عمله بكفاءة أكبر .
أما عند التقدم إلى الوظيفة فغالباً الشخصية و الخبرات العملية السابقة هي من تحسم أمر حصولك على الوظيفة من عدمه .
٥ – هل كان للوضع السوري دوراً في تميزك، و ما هو أثر اللجوء على دراستك؟
بالطبع كان للوضع السوري أثراً في دراستي حيث كانت أخبار الدمار واستهداف الجامعات والمدارس دافعاً لي لأحقق مزيداً من النجاح والاستمرار بالنجاح بالحياة العملية لكي نهيئ أنفسنا للرجوع ولإعمار سوريا الحبيبة من جديد .
٦ – ما هي أهدافك و مخططاتك بعد التخرج؟ وكيف ستساهم في بناء سوريا ؟
أعتقد أني أقرب إلى مجال التعليم الأكاديمي في إحدى الجامعات في الهندسة المدنية لأساهم في تطوير هذا العلم إن شاء الله , و سأحرص على نقل هذا العلم و الخبرات إلى سوريا لأساعد في تحسين الجامعات السورية ومناهجها .
٧ – ما هي فرص العمل المتوفرة في ظل أوضاع اللجوء؟
أعتقد أن مجال عمل المنظمات هو الأقرب لظروف السوريين الحالية.
٨ – ما هي نظرتك المستقبلية لسورية، وكيف ستساهم في بنائها ؟
سوريا لنا نحن السوريون كافة وبالعلم و المحبة سنعمرها بإذن الله تعالى .
٩ – بناء على تجربتك المميزة، ما هي نصائحك للطالب السوري اللاجئ؟
نصيحتي لكل طالب وطالبة أن لا تستسلم وتفقد الأمل ,ز لا تظن أن عدم الاستقرار الذي نمر فيه , عذر لخمولك ولتقاعسك عن الدراسة, ولكن اجعل حلمك وفرحك وقدرك أرض الوطن و اعمل على هذا الأساس, و لا تنسى مهامك و واجبك وتغرك المساعدات والهبات, فما هي بغاية و إنما هي وسيلة للمساهمة في إعادة إحياء حضارة عريقة تشوبها الان مجموعة من الغربان ,و لابد أن يزول الظلام وتزول هذه الغربان من سماء سوريا .
بالختام أحب أن أعبر عن شكري و امتناني بعد الله سبحانه وتعالى لوالدي العزيزان فربما قد لا تتاح لي الفرصة دائما لأعبر لهما عن شكري, ولعائلتي و لأصدقائي ولكل من ساندني ,وبالطبع أشكر المنتدى السوري الفكري و القائمين عليه على إتاحة هذه الفرصة لي , و أعدكم بالمزيد من التفوق و النجاح ان شاء الله .