مبدعون من بلدي مع الرسامة (انسام الشرايري)
نعود مرة أخرى إلى عالم الإبداع , عالم الفن و الفنانين .. مع باقة جميلة من اللوحات المتميزة للرسامة (انسام الشرايري) لنرى المراحل التي مرت بها بين التواجد في سوريا أثناء الثورة و من ثم اللجوء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– عرف عن نفسك أكثر ؟
_ انسام الشرايري
من سوريا _ درعا
أحمل شهادة كلية إعداد مدرسين _ و جامعة معلم صف ، لكن لم أتمم دراستي بسبب الظروف التي حلت في سوريا … و خرجت من سوريا إلى الأردن …
تضررت أعمالي كما تضررت حبيبتي سوريا …
أعمالي الأولى بعد خروجي من سوريا كان يسودها الحزن ، و الألم ، وخيبات الأمل رغم ذلك لم تخلو من الأمل…
وكان اللون الأسود يطغى على معظم أعمالي … لأنه لم يكن المستقبل المنشود الذي كنت أطمح إليه .
_ ومن هنا بدأت من جديد مع التحدي , أولاً لعدم وفرة المواد وتغير الظروف كاملة … ولكن عملت لوحات من مواد بسيطة أدهشت الجميع رغم أنني لم أبذل جهداً كبير فيها لأن المواد لم تساعدني … والآن الحمدلله أنجزت لوحات أجمل وذات قيمة فنية أكبر … وعدت لإنعاش نفسي و أعمالي ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 – متى اكتشفتِ موهبتك وكيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي ؟
حكايتي مع الرسم كقصة عشق كعشق القهوة للصباح … والنور للبدايات الجميلة …
بدأت الرسم منذ نعومة أناملي … كنت أظن أن موهبتي في هذا المجال كطفل متفوق في إحدى المواد … لم ألقى التشجيع في طفولتي ، ولكن في أول دخولي للمرحلة الإعدادية أحضرت معلمة الفن لوحة من أعمالها على قطعة قماش لترينا لوحة من أعمالها ، أعجبتني كثيرا فسألتها كيف عملتها ؟!
كنت أسارع خطواتي لأصل إلى البيت و أقلد معلمتي في لوحتها… فأحضرت قطعة كرتون وغلفتها بالقماش ثم رسمت عليها وروداً داخل مزهرية ولونتها … و انتظرت عودة الحصة مرة أخرى لتشاهد معلمتي ما فعلت فنالت إعجابها … وبعد عودتي للبيت وضعت رسمتي في غرفة والداي على الرف ليشاهداها … ولكن في صباح اليوم التالي لم أجد عملي ، فسألت أمي أين هي رسمتي
فقالت لي : أن أبي قد أخذها “ليبروظها” فأخفيت ردة فعلي عن ما سمعته من أمي لحين عودة أبي من وظيفته لأتأكد … عاد بها ” لوحة مبروظة ” فكانت لهذه المفاجأة دوراً كبيراً في انعطافي نحو هذا المجال …
أيضا أذكر وانا في الصف التاسع أستاذ الفن حيث كان يقول لي : أنا أنتظر مشاهدة أعمالك.
وأشكره لتشجيعه لي …لكن لم أكن محظوظة ﻷستفيد من خبرته الوفيرة في هذا المجال حيث أنه انتقل لمدرسة أخرى …
كما استمر أبي “ببروظة” لوحاتي المتميزة … و شاركت في الكثير من المعارض المدرسية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 – من بين اللوحات التي رسمتيها ما هي أقرب لوحة إلى نفسك ؟
كل لوحة من لوحاتي تربطني بها خصوصية … وفي بعضها واقع عشته ، وبعضها تاريخ وتوثيق للأحداث الراهنة ، وجزء كبير منها مستوحاة من الواقع السوري … من قصص الألم والحزن والهجرة والفقر
وأيضا لوحات عن الفرح والأمل الموجود في رحم الألم …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 – هل تطمحين لابتكار طرق وأساليب جديدة للرسم ؟
بطبيعتي أحب كل جديد ولدي شغف وحب الإستكشاف و الإستطلاع ، بعد مشاهدتي ﻷعمال فنية لفنانين بالقهوة والشاي ، أحببت أن يكون لدي خصوصية فعملت لوحة ” بزهر الكركديه ” وأيضا بالكاكاو …
وأيضا عملت لوحتان “فسيفساء ألوان” من ابتكاري و أسلوبي الخاص . غير المعتاد عليه من الفسيفساء الحجرية ، وظهرت اللوحات جميلة جدا وأخذت مجهود ووقت كبير لإنجازها ، ولكنني سعيدة جداً بالنتائج .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 – هل تخططين ليكون لكي بصمة في مجال الفن التشكيلي وما هي خططك لذلك ؟
في كل مكان تواجدت فيه تركت أثراً كأثر الفراشة ، عندما كنت أنجز عدد من اللوحات كنت أجمعها وأهديها للجيران والأقارب وأصدقائي قبل تغيير البيت ، والآن أحتفظ بأعمالي ﻷقيم بها معرض خاص بي ، وأريد أن تجول أعمالي العالم … ولكن في المقدمة أسعى ﻹيصال صورة عن معاناة الشعب السوري .. الأطفال خصوصاً والمدنيين عموماً الذين تهمشوا في هذا الواقع الأليم .
والأهم أن نرسل للعالم بأننا دعاة سلام ، ولسنا دعاة حرب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 – هل تطمحين لتشكيل فريق رسم جداري ؟
لا مانع لدي في العمل مع فنانين موهوبين وناجحين ولا مانع لدي أن يكون لنا أعمال مشتركة بل سيسرني ذلك …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 – هل يحبطك قلة اهتمام الناس بهذا الفن وانشغالهم عنه بفنون أخرى ؟
بشكل عام هنا في العالم العربي مجملاً لا يحظى مجال الفن بشكل عام للاهتمام الكبير …
الناس هنا يميلون إلى الفن التشكيلي أكثر عن غيره من الفنون لأن الفن التشكيلي هو كل شيء يؤخذ من أرض الواقع … وحيث يتم صياغته بطريقة جيدة أي يشكل تشكيلاً ، وكل فنان تشكيلي يأخذ من واقعه المحيط وكل إنسان له رؤيته ومنهجه الخاص … على عكس بعض الفنون التي تحمل الرموز كالمدرسة الرمزية والوحشية والدادائية والفن التكعيبي ….الغير موجود هنا…
8 – كيف يمكن أن تفيدي وطنك من خلال موهبتك ؟
أسعى لإتمام جامعتي بالاختصاص الذي لطالما أحببته ، ف بلدنا بحاجة إلى كل المجالات والاختصاصات كافة … كل إنسان ناجح في عمله ومجاله ينبت زهرة جميلة في قلب الوطن ، وبلدنا بحاجة لهذه البساتين لتزهر سوريا من جديد ويفوح عطرها خارج حدودها … وتعكس الجمال في كل مكان وجدت فيه …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ