في جلسة حوارية نسوية كان مغزاها فتح حوار مع سيدات حول تمكين المرأة اقتصادياً ومعرفياً.. لم يجر الحوار كالمعتاد , ضمن محاور مقولبة . بل كان أنجع و أمتع. حيث تحدثت السيدات عن تجاربهم الجبارة و هممهن العالية و إمكاناتهن التي صنعنها.. فكان الملخص التالي:
على مدى سنوات الحرب التي لا تزال تلتهم البشر والحجر، كانت المرأة السورية عنواناً لافتاً على مختلف الصُعد النفسية والجسدية، الاجتماعية والاقتصادية، السياسية والأمنية، وذلك باعتبارها الحلقة الأضعف والأقوى في الآن ذاته في مجتمع يراها من جهة حاملة لواء الشرف الرفيع، فيثأر كل طرف في الحرب من خصمه بانتهاك هذا الشرف. ومن جهة أخرى حمّلوها وحمّلت هي نفسها وزر الحرب بكل تبعاتها وقسوتها ووحشيتها، حتى أصبحت في أحيان كثيرة، وبين ليلة وضحاها المعيل الوحيد للأسرة (متزوجة أو عازبة) سواء كانت مؤهّلة لتلك المهمات أم لا. فوقفت على مفترق طرق واتجاهات دفعتها وبإحساس عالٍ بالمسؤولية للقيام بما تتطلبه منها المستجدات الطارئة ضمن إمكانات ضعيفة في غالب الأحيان بسبب الخسارات التي مُنيت بها، بعد أن استباحت الحرب بيتها وحياتها، واغتالت رجالها قتلاً واعتقالاً وخطفاً و…
وكمارد ينفخ الحياة في العدم، نهضت تلك المرأة من تحت ركام القهر والحزن والتشرّد لتمنح أولاها وإخوتها بعضاً من رمق الحياة واستقرارها، فعملت على بيع بعض السلع التي أتاحت لها إمكاناتها المادية الضئيلة تأمينها رافضة التسوّل، أو في تنظيف البيوت وأدراج البنايات بأقل قدر من هدر الكرامة، وبإصرار عنيد حتى على متابعة تعليم الأبناء، وهذا بحدّ ذاته انتصار على القهر والواقع المؤلم.
لقد ساهمت الأزمة السورية في خلخلة وضع المرأة وأثّرت في تمكينها في الوسطين الاجتماعي والاقتصادي، وبات من الضروري النظر في وضعها واستصدار قوانين تساعدها وتمكّنها لتجاوز الأزمة.
من هنا، تصدّت جهات ومنظمات مدنية محلية ودولية، بما فيها الحكومية لمسألة تمكين المرأة وتأهيلها، في اعتراف جليّ بأهمية تمكين المرأة وتفعيل دورها في مجتمع قلّت نسبة الذكور فيه، ويعيش وضعاً مأساوياً على مختلف الجبهات.