قد لا تشعر بوجودهم معك لأنك لا تسمع صوتهم أو حتى تشعر بأنفاسهم. لماذا؟!! لأنهم معك بجسدهم فحسب أما عقولهم فهي مسلوبة.. ولكن من سلبها؟ إنه الإنترنت!!! . يطيل الكثير من شبابنا وشاباتنا جلوسهم أمام شبكات الإنترنت تاركين وراء ظهورهم هموم الحياة ومشاكلها، حقوقها وواجباتها. هذا الموضوع الذي تم طرحه مع مجموعة من الشباب في أحد مخيمات إدلب لمعرفة رأيهم فيه ومناقشته لنتابع معا…
السؤال الأول: ماالمواقع التي يتابعها الشباب على الإنترنت؟
مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي( فيس بوك- واتس اب-تويتر- انستغرام-تيلغرام) مواقع الألعاب والأفلام، المواقع الإخبارية، المواقع التعليمية، اليوتيوب، المواقع الإباحية. الموضوع الذي يجب مناقشته والحديث عنه هو الأمر الخطير في استخدام الإنترنت ألا وهو الدخول إلى مواقع الإباحية، فقد فتحت أبواب الإباحية بكل صورها وبلا حدود، ويمكننا القول: بأن هناك قطاع من الشباب يستخدمون الإنترنت في الدردشة مع الفتيات ومشاهدة الأفلام الإباحية. لذلك إن شبكة الإنترنت أصبحت سلاحا” ذا حدين، وإذا غابت الضوابط الأخلاقية والتوعية لدى الشباب فسيصبح الإنترنت وسيلة هدم وتدمير القيم والأخلاق والمجتمعات.
السؤال الثاني: ماهي أسباب إدمان الشباب للإنترنت وجلوسهم لساعات طويلة أمام صفحات التواصل الاجتماعي؟
الإنترنت إدمان؟!! قد نستغرب من هذا المصطلح. لكن الجواب نعم.فالإنترنت أصبح إدمان مثل إدمان أي شيء آخر. أصبح الصغير والكبير والفتى والفتاة مسلوبة عقولهم ومهوسون بالإنترنت. فنرى شبابنا وشاباتنايجلسون لساعات طويلة أمام شبكة الإنترنت تاركين وراء ظهورهم هموم الحياة ومشاكلها، حقوقها وواجباتها. ترى ماهي الأسباب؟ لنرى بعض أسباب إدمان الشباب للإنترنت. الملل والبطالة، ووجود وقت الفراغ الكبير في حياة الشباب، الهروب من الواقع ( كأن يجلس الشاب أمام اليوتيوب ويبدأ بمشاهدة فيلم أو برنامج أو يقرأ كتاب، ليبتعد عن الواقع الذي يعيشه عسى أن يلهي نفسه ويذهب بنفسه إلى واقع آخر بعيدا” عن مشاكل الحياة، فبعد أن كان يخطط لمستقبله ويجتهد ويكافح، لكن حالت به الأحوال وترك دراسته وتحطمت آماله، أو كالذي خرج من بلدته أو قريته قسرا” إلى قرية لعلها أأمن، وبدأ يواجه مشاكل الحياة والهموم)، فالشباب يجدون في الإنترنت متنفس وحيد البعد عن الواقع. وكذلك أيضا” من أسباب الإدمان على الإنترنت هو الراحة والسهولة، فالإنترنت وسيلة مريحة للغاية و متوفرة في كل مكان حتى في البيت، ويتسم بسهولة تحصيل أي معلومة تريدها، وسهولة التواصل مع أي شخص تحب أينما كان مكانه.
السؤال الثالث: ماهي الآثار التي تخلفها ظاهرة الإنترنت؟
أولا”: الآثار الإيجابية: 1- لدى شبكة الإنترنت وسائل وتطبيقات تتيح التواصل بين الناس، حيث أنه من الممكن التواصل بالصوت والصورة في أي مكان عبر العالم من خلال الإنترنت مع الأصدقاء والأقرباء والحديث معهم. 2- سهولة الحصول على المعلومات والبيانات من خلال شبكة الإنترنت، وذلك بأقل وقت وجهد ممكن. فمن خلال ضغطة زر واحدة تستطيع الاتصال مع أي شخص تريد، وتحميل أي كتاب، ورؤية ما ترغب به بالصور والفيديو. 3- الاستفادة من الإنترنت في المجالات الثقافية والتعليمية وغيرها.. فشبكة الإنترنت عبارة عن بحر من الثقافة والعلوم والمعرفة… 4- تسهيل الكثير من الأعمال والخدمات. 5- مشاهدة ما يحدث في العالم الخارجي، والتعبير عن الآراء كما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، وعرض ما تريد أن تعرضه وتوصله إلى الملايين من الأشخاص. لابد من الاعتراف أن (الإنترنت)أصبح واقعا” مفروضا”، ليس من الصواب تجاهله أو التغافل عنه، وإلا كنا خارجين عن سياق العصر، وعاجزين عن متابعة حركة التاريخ. ومع هذا لابد من مواجهة الحقائق والاعتراف بأن هذه الوسيلة على الرغم مما فيها من خير، فإنها تحمل من المخاطر الشيء غير القليل. ثانيا”: الآثار السلبية: 1- الدخول إلى المواقع والصفحات المخلة بالأخلاق، كالدخول إلى المواقع الإباحية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى انحراف الشباب ممن يضعف لديهم الوازع الديني والأخلاقي. 2- الإدمان على الإنترنت والانشغال عن الأمور المهمة. 3- انعزال الأفراد عن المجتمع، حيث يكثر استخدام الإنترنت بغرض التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى قلة التفاعل الاجتماعي وجها” لوجه، وهذا يقلل من مهارات التواصل. 4- الدخول على خصوصية الآخرين من خلال برامج الهكر والاختراق. 5- نشر الإشاعات والأكاذيب المضرة، وارتكاب العديد من الأخطاء وذلك من استخدام أسماء مستعارة أو انتحال شخصيات الآخرين. 6- الضرر الصحي الذي يصيب العيون والظهر وماينتج عنها من آلام في الجسد نتيجة الجلوس بطريقة غير صحيحة ولفترة طويلة من الزمن. 7- يعود الإنسان على الكسل والخمول.
السؤال الرابع: ماهي الحلول والمقترحات للتخفيف من هذه الظاهرة وتجنب آثارها السلبية؟ لا بد من تضافر الجهود الفردية والجماعية لإصلاح أوضاع الشباب للخروج من الحال التي آل إليها، والأخذ بيده إلى جادة الرشد والصواب، ولعل مما يساعد على ذلك: 1- توفير فرص عمل للشباب، والقضاء على البطالة، وفتح أبواب الإبداع أمامهم ليستطيعوا خدمة أنفسهم ومجتمعهم. 2- ضرورة الاهتمام بالمستوى العلمي والثقافي للشباب، بالإضافة إلى تقديم برامج تعليمية وجلسات تثقيفية تركز على الجوانب الإيجابية للإنترنت وكيفية تفعيلها. 3- الاهتمام بصحة الشباب النفسية وحاجاته للحيلولة دون وقوع المشكلات النفسية الخطيرة. 4- توسيع دائرة الحوار المباشر على مهاراته داخل البرامج واللقاءات التي تقدم للشباب. 5- الاعتناء بالبناء الجسمي والعلمي والفكري، مما يسهم في الارتقاء بالشباب، كالأندية الرياضية، والأندية الثقافية، والمراكز العلمية. 6- توجيه انتباه الشباب إلى أهمية الإنترنت ومزاياه وفوائده، وكذلك توضيح الأضرار التي توجد فيه.