الطفل اليتيم ما بعد الأزمة
إن الظروف التي حلت على المجتمع السوري بعد قيام الثورة وتحول الوضع إلى حرب مريرة نال بسببها المجتمع بكافة شرائحه صعوبات كبيرة ؛ولكن ربما ما يجب الانتباه له هو وضع الأطفال الأيتام الذين حرموا من آبائهم وربما أمهاتهم أيضا وذلك لإيجاد حلول تخفف من حدة ما يعانون منه وتجعلهم أكثر قدرة على تجاوز الحاضر لمستقبل أفضل…
هذا ما سنتابعه اليوم في هذا الحوار من درعا فكونوا معنا..
1- من هو الطفل اليتيم ؟
أفاد الحضور بأن الطفل اليتيم هو كل طفل غير بالغ فقد والده أو والديه على حد سواء وأن الأطفال غير البالغين والذين اعتقل آبائهم أو فقدوا ينطبق عليهم حكم الأيتام حتى يعود والدهم أو والديهم كما أن بعض الحضور أضاف أن الأطفال الذين لم يتلقوا التعليم وصارت الأمية صفتهم هم أيضا من ضمن الأطفال الأيتام لما تسببه لهم الأمية من ضعف والذي يعتبر أهم صفات الأيتام.
2- هل نحن أمام مأساة أعداد كبيرة من الأيتام وهل ما زالت هذه الأعداد تتضخم ؟؟
أجل بالتأكيد إن ظاهرة الطفل اليتيم ظاهرة واسعة جدا في المجتمع السوري فقد زاد عدد من قضى في الأزمة السورية عن المليون من كلا الطرفين وجزء كبير منهم من الآباء والأمهات فأعداد الأيتام كبيرة جدا وهي في تزايد يوميا بسبب استمرار الأحداث واستمرار العنف والقصف والطيران والمعارك وتشعبها وظهور أطراف جديدة في الصراع حيث أخبرنا الحاضرون بأن عدد الأيتام في مدينة نوى لوحدها بلغ ال 600 طفل وطفلة تقريبا والعدد في ازدياد نتيجة استمرار المعارك خصوصا على الجبهات المشتعلة.
3- ما هي النقاط الإيجابية التي تساعد الطفل اليتيم في واقعنا ؟
إن الدين الإسلامي الذي حض على رعاية الأيتام والذي تجلى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى ) هو خير دليل على التشجيع الديني فقد أمر الدين بعدم إيذائهم أو أكل أموالهم وبأن يلقوا خير عناية ورعاية وبأن يتم تعليمهم ومساعدتهم حتى يصبحوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم
كما أن العادات والتقاليد الاجتماعية تعتبر الطفل اليتم طفل ضعيف الجناح ويجب الوقوف بجانبه وإعطائه الحنان الذي فقده بغياب الأب أو الأم أو كليهما ومد يد العون له إضافة إلى أن أيتام الأزمة السورية لهم سمة مميزة فهم يعتبرون أبناء شهداء وهي صفة تجعل العناية بهم واجب اجتماعي وأخلاقي أيضا.
ولا نغفل أيضا عن دور المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تحمل قضية اليتيم فوق كاهلها فهي تقدم لهم الكفالات المالية التي تحول دون حاجتهم للغير ولكن أحيانا تقف هذه الجمعيات عاجزة أو مكتوفة اليد في ظل غياب الدعم أو الشح فيه كما أن خدمات هذه الجهات تتطرق إلى تعليم الأطفال والإشراف على تربيتهم أحيانا وإقامتهم في أماكن أعدت لهم في بعض الأحيان ..
4- ما هي نقاط الخطورة التي تعاني منها هذه الشريحة ؟
إن عدم الاستقرار الحاصل في المجتمع له تأثيرات سلبية على حياة الأيتام حيث تعد حركات الهجرة والنزوح حائل بينهم وبين استكمالهم لتعليمهم أو يساهم في عدم حصولهم على المساعدة المنتظمة من المؤسسات الخيرية
كما أن غياب الأب والذي يعتبر أحد أجزاء العملية التربوية له ما له وعليه ما عليه حيث أن سلطة بعض الأمهات تكون ضعيفة على الطفل فيذهب الطفل في طريق التدخين والتشرد وعيش حياة الشارع والتي قد تقوده أحيانا للجريمة وتعاطي المخدرات والتي يمتلئ بها الشارع اليوم
هذا ويعتبر إفراط الرعاية بالطفل اليتيم وإعطائه جميع طلباته دون مراعاة للأسس التربوية مشكلة تنعكس على حياة الطفل فهي تقوده للعنف أو للمراوغة أو الكذب والخداع للحصول على ما يريد وهذا بحد ذاته عامل خطورة في حياة الطفل وأحيانا جهل الأم وأميتها واكتفائها برعاية الطفل جسديا بعيدا عن التربية والتعليم وزرع الأخلاق الحميدة خطأ قد يودي بمستقبل هذا الطفل.
5- كيف يمكننا أن نسير مع هذه الفئة نحو الأمان ؟؟
إن تلبية احتياجات الطفل اليتيم الجسدية وحدها أمر غير كاف بل يجب أن نقرن العمليتين التربوية والتعليمية المرتكزات على الوسائل التربوية والتعليمة الحديثة مع العناية الجسدية لكي يكون نمو الطفل اليتيم متوازنا كما أن إجراء عمليات الإحصاء الدقيق لهذه الفئة وتقدير الحاجة المادية للطفل وعائلته وتقسيم المساعدات على أساس الحاجة وليس بشكل متساوي قد يساهم في تحقيق العدالة وحصول الكثير من الأطفال غير المكفولين على حاجتهم
كما أن تدريب الأمهات على التعامل السليم مع الأطفال قد يعطي الأيتام نتائج مستقبلية جيدة ..