مركز أنا بخير مع “نسيبة هلال”
قصتنا اليوم ليست مجرد نجاح في مجال معين وإنما قصة إصرار على تجاوز محنة أصبحت منحة للكثيرين من الأطفال …
لنتعرف معا على قصة إنشاء مركز أنا بخير مع الصديقة المبدعة والكاتبة نسيبة هلال في هذا اللقاء المتميز….
1. عرفينا عن نفسك؟
اسمي نسيبة هلال ليسانس علم اجتماع من جامعة دمشق وقد عملت 16 سنة مديرة روضة نادي الطفولة بدمشق كما أنني متزوجة وعندي ثلاث بنات وولدين.
2. أخبرينا نبذة عن المشروع.. ومن أين أتت فكرته؟
مشروع مركز أنا بخير لتعليم و تدريب أطفال الاحتياجات الخاصة
اتت فكرة المشروع من اكتشافنا أن ابني الصغير سعد مصاب باضطراب التوحد
بعد تشخيصه من قبل الأطباء في عمر ٤ سنوات بحثنا و لفترة عن مراكز تعليمية عربية في اسطنبول لمن هم في حالته و لكننا لم نجد فقررنا كعائلة أن نؤسس مركزا لتعليمه.
3. من قام بمساعدتك لافتتاح المركز؟ وإلى من توجهين الشكر في ذلك؟
زوجي كان هو المبادر و هو صاحب الفكرة في إنشاء المركز شجعنا على أن نشكل فريقا و نتدرب على تعليم أطفال الاحتياجات الخاصة و كان مدربنا الأستاذ علاء ظاظا الخبير بهذا الموضوع و الحاصل على الماجستير في التربية الخاصة من الجامعة الأمريكية في بيروت لذلك فأنا أوجه الشكر للأستاذ علاء على جهوده المبذولة كما أوجهه أيضا للدكتور وضاح حجار الذي تابع حالة سعد من خارج تركيا وبالتأكيد أشكر الفريق الذي تدربت معه و أعمل معه. .
4. ما هي التحديات والصعوبات التي واجهتك في بداية تنفيذ المشروع؟ وكيف كان تفاعل أهالي الأطفال؟
كانت الصعوبات هي البحث عن فريق يتدرب معنا للأسف قلة من المعلمين تتوجه لتعليم هذه الفئة مع أن النسبة العالمية هي طفل من كل خمسة أطفال هو طفل احتياج خاص
من الصعوبات الكبيرة جدا أن تقنعي الكوادر أنها بحاجة لتدريب و هذا إلى الآن يشكل عقبة كبيرة في عملنا لأن المعلم السوري للأسف مقتنع تماما أنه يعرف كل شئ و ليس بحاجة للتدريب
أيضا من الصعوبات انسحاب أفراد الفريق بعد التدريب للبحث عن عمل آخر..
بالنسبة لهكذا مشاريع يجب أن ترعاها منظمات و مؤسسات ضخمة لأن تكاليفها كبيرة جدا ففي تعليم الاحتياجات الخاصة أنت تحتاج إلى معلم و صف منفردين لكل طالب و هذا مكلف جدا مقارنة بالتعليم العادي.
وهذا ما جعل المشروع يعاني خسارة من الناحية المالية.
أما أهالي الأطفال فجزء منهم تقبل وضع أطفالهم ويبحثون عن مراكز تعليمية تأهيلية لهم وقد تفاعلوا مع إنشاء مركزنا وتمنوا وجود مراكز مشابهة في مناطقهم وجزء آخر لم يستوعب ذلك ويبحث عن حلول سحرية تخرج أطفالهم مما هم فيه وخاصة في ظل الخرافات الشائعة عن التوحد والاحتياجات الخاصة ومن أمثلة ذلك نشر بعض الفيديوهات لأشخاص يدعون علاج التوحد مع أنه علميا لم يتم العثور على علاج اضطراب التوحد حتى في أكثر الدول تطورا.
5. برأيك ما مدى حاجة الداخل السوري لمثل هكذا مشروع ؟ وهل للحرب آثار سلبية على هؤلاء الأطفال؟
في الداخل السوري نحتاج لكثير من المشاريع المشابهة لهؤلاء الأطفال
فالأطفال الأصحاء قد عانوا كثيرا من ويلات ما حدث في سوريا فكيف بالطفل ذي الاحتياج الخاص الذي لا يفهم المؤثرات العادية التي يتعرض لها ناهيك عن قصف و دمار و فقد للأحبة و حزن و تشريد و تهجير.
6. ما المواصفات المطلوبة لمن يعمل في هكذا مشروع؟
مشاريع كهذه تختاج لميزانيات كبيرة بداية ومن ثم فريق مكون من كوادر مؤهلة و تدريب مستمر و تقييم دائم و دوري للعمل
و لكننا كسوريين في الغالب لم نعتد العمل كفريق و أفكارنا و قيمنا القديمة تجعلنا نعتقد أننا لا نحتاج للتدريب و التأهيل المستمرين.
7. كيف تصفين النجاح الذي حققه المشروع وماذا تتوقعين له بالمستقبل؟
نجاح مركز أنا بخير هو نجاحه بتعليم سعد ذي الثمان سنوات ليتجاوز و ينجح في منهج اللغة العربية للصف الأول الابتدائي
وهو أيضا نجاحه بتحقيق أهدافه في تدريب و تأهيل و تعليم طلابه
و لكن إذا ما نظرنا من زاوية أخرى فإن المشروع ما زال يغطي نصف التكاليف.
وأحب أن أنوه هنا إلى أن مركز أنا بخير يقدم مجانا لجميع أطفال الاحتياجات الخاصة دراسة الحالة والخطة الفردية عدا عن تقديمه للأطفال المسجلين التدريب والتأهيل والتعليم الذي يعد تطبيق للخطة الفردية لكل طفل.
أما توقعي للمستقبل وطموحي أن يقوم المركز بمساعدة أكبر عدد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.