أزمة النازحين وآثارها
لأن مشكلة النزوح لاتزال قائمة ولأن كل المناطق في سورية لاتزال عرضة لهذا الأمر اقترح فريق المنتدى الفكري السوري طرح هذه القضية للنقاش مع مجموعة من الشباب في إدلب لنعرف رؤيتهم لها وكيفية التعامل معها …
السؤال الأول:
ما الذي يجب اتباعه حيال قدوم النازحين إلى المناطق الآمنة؟
يجب علينا نحن السوريين أن نستقبلهم ونرحب بهم بصدر رحب، ونخفف عنهم المصيبة التي تعرضوا لها وأجبرتهم على ترك منازلهم قسرا” والنزوح إلى مناطق أخرى أكثر أمنا” ضمن بلدهم. وبما أننا كمضيفين للنازحين فيجب علينا أن نجهز لهم مأوى مناسب يتناسب مع عددهم ، لكي لا يمكثوا في العراء وتحت الأشجار كما رأينا ذلك كثيرا” عند بداية موجات النزوح. وإن لم يتم تأمين مراكز لاحتوائهم، يجب ألا نستغلهم في أسعار المنازل ونطلب أجورا غالية الثمن نظرا” لأنهم مضطرون ويحتاجون مأوى بأي ثمن. وأيضا يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الحد الأدنى من المواد الغذائية فور وصولهم، وتأمين المستلزمات الأساسية المنزلية ومواد الطوارئ التي تمكنهم من تدبر أمورهم في جميع النواحي ، ويجب التعرف عليهم عن كثب لتأمين ما يحتاجونه فيما بعد، وتأمين التعليم والتسجيل في المدارس لمن هم في سن الدراسة وهذا على المدى القريب. أما على المدى البعيد فيجب مساعدتهم في تأمين أعمال حرفية ومهنية لتأمين سبل العيش، وتأمين استمرار تعليم الأبناء وتشجيع الأهالي على الإنتاج، والاستفادة من خبراتهم في الحياة العملية. وفي النهاية نحن أبناء بلد واحد وإخوة وعلى كل شخص أن يضع نفسه مكانهم في مصيبتهم فمساعدتهم والنظر إلى وضعهم واجبة علينا.
السؤال الثاني:
ما الذي يزيد من تضرر نازحي الداخل؟
إن ما يزيد تضرر النازحين فوق ضررهم ومصيبتهم هو عدم الاستقرار وفقدان الأمن، فغالبا” ما يتكرر نزوح النازحين بسبب سوء الأوضاع ويتدهور الوضع الأمني فيضطروا إلى النزوح تارة أخرى، بالإضافة إلى أن استغلالهم ماديا سواء في أسعار المنازل أو المحال التجارية أو المواد الشرائية يزيد من شعورهم بالضعف وعدم قبولهم في المجتمع، كما أن التمييز واللامبالاة لهم من قبل المؤسسات والمنظمات الإغاثية يلعب دورا كبيرا في ذلك الضرر. وبذلك يتمنون لو أنهم بقوا في منازلهم رغم الوضع السيء هناك ولم يأتوا إلى تلك المناطق.
السؤال الثالث:
ما هو شعور النازحين تجاه مصلح “نازح”؟
قد يسبب مصلح نازح نوعا من الإيذاء النفسي لدى أكثر الأشخاص الذين فروا من منطقة إلى منطقة أخرى، فيشعر الإنسان بالإحباط واليأس والكره، وأنه غريب عن بلده وكأنه في بلد آخر، فليس هناك فرق إن كان من دمشق أو حمص أو حلب… فنحن أبناء بلد واحد. بل يجب أن نطلق عليه اسم ضيف أو زائر، فشتان بين نازح وضيف على نفسية النازحين.
السؤال الرابع:
ما هي آثار النزوح على النازحين أنفسهم؟
هناك الكثير من الآثار السلبية على الأشخاص النازحين على جميع الأصعدة وأولها خسارتهم لمنازلهم وأموالهم وقد يكون قد فقدوا أحد أفراد عائلتهم فهذا يطبع في نفوسهم الإحباط واليأس من الحياة، وهذا الأثر النفسي قد يدفعهم للانعزال عن المجتمع،وقد يكون هناك صعوبة في التكيف والاندماج مع المجتمع المحيط والمضيف. وأيضا هناك آثار اقتصادية فقد لا تتوافر لدى النازحين الإمكانيات لتأمين الحد الأدنى من مستلزمات معيشتهم وتأمين ما يحتاجه أفراد عائلتهم، سواء من الغذاء أو الشراب أو الصحة أو التعليم أو غير ذلك.كما للنزوح آثار على المستوى التعليمي فمن الأشخاص النازحين طلاب جامعيين وطلاب مدارس قد تركوا تعليمهم وانهارت مخططاتهم المستقبلية، فقد لا يجدون أو لا يستطيعون متابعة تعليمهم في المناطق التي نزحوا إليها. فهذا يؤثر سلبا على المستوى التعليمي وانتشار الجهل. وأيضا هناك آثار على المستوى الصحي للنازحين، فقد لا تتوافر الأدوية الطبية اللازمة وحليب الأطفال والمستلزمات الطبية الأخرى، وقد يكون من بينهم مرضى يحتاجون إلى مستشفى وأدوات طبية بشكل مستمر، فإن لم تتواجد هذه الأمور فهناك خطر على صحة النازحين بالتأكيد.
السؤال الخامس:
ما هو أثر النزوح على مستقبل الشباب؟
إن كثيرا من الشباب قد ضاع مستقبلهم بسبب نزوحهم، فمنهم من أصبح معيل لأسرته نتيجة موت المعيل الأساسي لها، وعدم وجود المال الكافي ليكمل تعليمه. وهناك أيضا آثار اجتماعية تؤدي بالشباب إلى العزلة والفقد الاجتماعي للأصدقاء والأصحاب والبعد عن المجتمع، والتأخر أو إلغاء فكرة الزواج والاستقرار، فيرى نفسه في تخبط لا يدري أن ستحط به هذه الدوامة، حيث فقد مستقبله وكل ما خطط له، وقد تؤدي به الضغوط التي يتعرض لها إلى الخروج من البلد وطلب اللجوء إلى الدول المجاورة أو الدول الأوربية، طلبا للعمل أو أملا بإكمال دراسته. ومن آثار النزوح على مستقبل الشباب أيضا، هناك الأثر الاقتصادي، حيث فقد ما تم بناؤه وما تم جنيه خلال الفترات السابقة، وقد لا يتكيف مع الأعمال الجديدة التي سيعملها إن وجدت طبعا، فبالتالي مما يؤدي إلى يأسه وانحرافه وفقدان الأمل. كما أن هناك أثر على المستوى التعليمي، فانقطاع الشاب عن دراسته وجامعته وعدم القدرة على العودة لعدة أسباب سواء أمنية أو اقتصادية مادية، ومحاولة العثور على البديل لتأمين سبل العيش. كل هذه الآثار مجتمعة تؤدي إلى دمار الشباب ومستقبل الشباب وبالتالي دمار مستقبل البلد وغرقه في الجهل والتخلف.
السؤال السادس:
ما هي الجوانب الإيجابية والسلبية على المجتمع المضيف للنازحين؟
إن قدوم عدد كبير من النازحين إلى منطقة صغيررة قد لا تستوعب عدد سكانها فقط، قد يؤدي بنتائج سلبية على المجتمع المضيف، ومنها ارتفاع في أسعار السلع الغذائية، وقلة الموارد الاقتصادية، وأيضا ارتفاع في أجور المنازل والمحال التجارية نظرا لكثرة الطلب عليهم. كما أن أجور العمال تصبح أقل لكثرة اليد العاملة،ويتم تفضيل النازحين للعمل على أفراد المجتمع الأصلي نظرا لقلة أجورهم وقبولهم بالأجر الذي لهم ولوكان بسيطا، والذي لا يقبل به عمال المجتمع المضيف. فكل ذلك قد يؤثر سلبا على المجتمع المضيف للنازحين.
وأيضا هناك نتائج إيجابية، والتي تتمثل في زيادة الطلب على المواد الأساسية المعيشية، فتزيد حركة البيع والشراء في المنطقة المستقبلة للنازحين، وأيضا يمكن الاستفادة من الخبرات والكفاءات، فهناك من بين النازحين الطبيب والمعلم وأصحاب الحرف المهنية، فيتم استثمارهم ضمن المنطقة كل شخص في اختصاصه، وبذلك تصبح المنفعة متبادلة.