يعاني مجتمعنا بشكل عام من قلة الاهتمام بالقراءة والمطالعة لعدة أسباب ومما أثر على زيادة هذه الظاهرة صعوبة الظروف التي يعيشها الشباب في ظل الحرب المستمرة عليهم ولفترة طويلة لذلك اقترح فريق المنتدى الفكري السوري أن يناقش هذا الموضوع مع مجموعة من الشباب في إدلب فتابعوا معنا…
السؤال الأول: ماهي أسباب تراجع القراءة في مجتمعنا، وهل للثورة أي تأثير على ذلك؟ إنّ تراجع القراءة وقلّة المطالعة في مجتمعنا، يعود لأسباب عديدة. ومنها قلّة الوعي وعدم الاهتمام واللامبالاة في الفائدة التي تعود بها المطالعة. وأيضاً الانشغال بأمور الحياة المعيشية وخاصة في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها المجتمع السوري، وغاب اهتمام الأهالي أيضاً في توعية أبنائهم وحثّهم على أهمية القراءة في اكتساب المعرفة والثقافة. كما أنّ ظهور التكنولوجيا والأجهزة الحديثة وتوفيرها لجميع الناس بأعمارها وأجناسها المختلفة سبب مهم في تراجع وعدم الاهتمام بالقراءة، فأغلب الأشخاص يقضون أكثر وقتهم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. نعم، للثورة السورية أثر كبير في ذلك، حيث في ظل هذه الأزمة غابت الكثير من الأشياء وغاب الاهتمام فيها، فمن هو الذي لديه الوقت المناسب للقراءة لكي يجلس ويبدأ بالمطالعة، فالحرب منعت الكثير من الناس من المطالعة وأيضاً قلّة الكتب في هذه الأيام. فلم تعد هناك مكاتب تحوي على الكتب المرغوبة.
السؤال الثاني: كيف أثرت الوسائل المرئية والمسموعة على المطالعة؟ أثرت الوسائل المرئية والمسموعة على المطالعة بشكل كبير، فهي تأخذ وقتنا معظمه، بلا جدوى ولا نفع. فالوسائل المرئية يمكن لأي شخص أن يطلّع عليها وعلى أي موضوع يريد، أما المطالعة فهي تقيّد الشخص وبإرادته بالموضوع نفسه. والوسائل المسموعة كذلك الأمر فهي توفر ما يريد المرء بسهولة. هذا أدّى إلى هجر القراءة والمطالعة. وهذه الوسائل تؤدّي بالمنفعة إذا أراد مستخدمها ذلك. وطبعاً أثرت في تراجع القراءة وأصبحت البديل عنها.
السؤال الثالث: هل الكتب الإلكترونية تملأ الفراغ الحاصل؟ الكتب الإلكترونية تملأ الفراغ لكن ليس بشكل كامل وليس في جميع المواد العلمية. لكن سهولة توفرها ببساطة وبكافة أنواعها، وبأي وقت وأي مكان تريد، يمكن أن تملأ الفراغ لدى الشخص الذي يريد أن يقرأ.
السؤال الرابع: كيف يمكن أن يستعيد الكتاب مكانه في حياتنا؟ عن طريق التوعية من قبل الأهل والمعنيين بالعملية التعليمية والمجتمع بشكل عام. ويجب الابتعاد أو التقليل من استخدام التكنولوجيا والأجهزة الحديثة إلا للضرورة، وتعبئة الفراغ بالقراءة وليس على الإنترنت وبرامج الدردشة. وأيضاً يجب توفير الكتب والمكتبات لجميع طبقات المجتمع، وإقناع الجميع بأهمية القراءة والمطالعة.
السؤال الخامس: هل أصبحت أمّة اقرأ لا تقرأ؟ نعم لا تقرأ، والسبب الرئيسي هو قلّة الوعي التي تقع على عاتق الأهل منذ الصغر، وعدم انتشار المكاتب في بيوتنا، وقلّة وعي الأهل بتخصيص وقت للجلوس مع الأطفال وقراءة قصة لهم يومياً، أو أيّ موضوع كان. كما أنّ النظام التربوي يتحمّل جزء من المسؤولية وهو عدم تخصيص حصّة مطالعة وتجهيز مكتبة وقاعة للقراءة أسبوعياً تشجّع الطالب على القراءة. أمّا في الوقت الحاضر فالطامة الكبرى هي انتشار أجهزة التواصل الاجتماعي وتعلّق شبابنا بها كثيراً، حيث يجلسون الساعات الطويلة على أجهزة الهاتف على حساب دروسهم وموادهم العلمية. وغياب الموجّه الأساسي للأبناء في ذلك. كما لا يخفى على أحد، أنّ الأنظمة الدكتاتورية تعمل على تجهيل الأجيال، كما تجعل همّهم الوحيد هو تأمين لقمة العيش.