الأزمة الإنسانية السورية وسبل الخروج منها
إن المأساة الحقيقية التي يعيشها الإنسان السوري اليوم تعد منعطفاً حاداً في التاريخ السوري حيث ظهرت العديد من المعوقات التي تحول دونه ودون إتمامه لحياته بشكل طبيعي…
لذلك سعينا من خلال الجلسة سبر الأغوار النفسية للمشاركين حول توقعاتهم للوضع الإنساني الحالي وإمكانية التعافي منه وسبل الخروج من هذه الأزمة من وجهة نظر المشاركين ..
1- ما هي الأسباب التي أدت لظهور الأزمة الإنسانية في سوريا ؟
إن الحرب السورية التي نشأت نتيجة مطالب محقة بالحرية والعدالة والتي قوبلت بالرفض وانتقال الأحداث من السليمة لتأخذ طابعاً مسلحاً
واستخدام القوة المفرطة اتجاه الشعب واجتياح المناطق والقصف والقتل والتدمير الممنهج للمدن والقرى الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية والمعارك بين قوات الحكومة السورية والميليشيات الطائفية وبين المعارضة المسلحة أدى لتفاقم هذه الأزمة وتحولها لأزمة إنسانية تسببت بنزوح ولجوء الملايين من أفراد الشعب السوري هرباً بأرواحهم سواء خارج البلاد أو داخل البلاد تحت أدنى المستويات من الحاجات الفيزيولوجية كما أن حصار المدن من قبل قوات الحكومة السورية أدى لمآسي إنسانية حادة بلغت أحياناً الموت بسبب الجوع أو عدم القدرة على الحصول على العلاج بالإضافة إلى أن تشعب القضية السورية وتدخل قوى خارجية في الأحداث لتحقيق مصالح معينة أدى إلى إطالة أمد الأزمة وتفاقم الوضع الإنساني .
2- ما أبرز أشكال المعاناة التي يعيشها الناس بعد الأزمة ؟
إن الانتقال العشوائي بعيداً عن المسكن سواء بالنزوح للمناطق الأقل توتراً أو اللجوء خارج البلاد أدى لتردي الوضع المعيشي عند الإنسان السوري فأغلب الذين خرجوا , خرجوا بثيابهم بعيدا عن أعمالهم و أرضهم – المجتمع السوري مجتمع زراعي بالأغلب – فكان من الصعوبة البالغة الحصول على فرصة عمل لتأمين الحاجات الأساسية لأفراد العائلة مما خلق معاناة حقيقية وأزمة حادة كما أن حالات الفقدان التي يعيشها المجتمع السوري باتت عبارة عن أرقام تسجل بأرشيف الأمم المتحدة بينما تمثل كل حالة روح فقدت أو معيل رحل و أو عزيز ذهب وصار جرحاً في نفوس معارفه , كما أن غياب الأمن والأمان في ظل القصف والطيران أو المعارك والاشتباكات أو قاطعي الطرق واللصوص و العصابات المسلحة بات مهدداً لحياة السوريين ومقلقاً لراحتهم .
وقد صرح المستفيدون أن منعكسات الأزمة السورية لم تقف على ما سبق بل تجلت بتدني الوضع الصحي نتيجة قلة الخدمات الصحية المقدمة وانتشار الأمراض والأوبئة والاعتماد على الآبار وغياب الخدمات الطبية رفيعة المستوى وانحدار التعليم نتيجة تدمير المدارس والنزوح مما تسبب بظهور جيل أمي متسرب غير قادر على القراءة والكتابة ويفتقر للثقافة , أيضا ظهرت المشاكل النفسية وأعراض ما بعد الصدمة لدى الكثيرين ممن عايشوا الحرب أو الفقدان .
ركز المستفيدون خلال الجلسة على قضية الهجرة التي أدت لخروج عشرات ألوف الشباب نحو الدول الأوربية طمعا بتحسين وضعهم ووضع عوائلهم .
3- ما التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع وقيمه بعد الأزمة ؟
إن المعاناة التي يعيشها المواطن السوري والظروف القاسية التي يعايشها أدت إلى اختلاف بالقيم والعادات الاجتماعية فبعضها ازدادت قوته كانتشار العنف و عدم تقبل الأخر حسب الدين والعرق والطائفة بينما ضعفت الروابط الاجتماعية نتيجة حركات النزوح والتهجير القسري, إضافة إلى انتشار قيم لم تكن موجودة سابقا كالأنانية وخصوصا في تأمين لقمة العيش بغض النظر عن حاجة باقي الناس وذلك بسبب الحاجة الماسة كما أفاد الحضور .
4- هل المجتمع السوري قادر على التعافي والنهوض من جديد ؟
صرح الحضور بأن المجتمع السوري مجتمع مرن وبأنه عايش أزمات قوية ومفجعة عبر تاريخه ولكنه عاد من جديد للنهوض بسبب هذه الخاصية إضافة لوجود الموارد الطبيعية والنفط والمياه والأراضي الصالحة للزرعة و إضافةً أيضا للعقول التي بإمكانها النهوض بسوريا كما كانت تنهض دائما ..