ذوي الاحتياجات الخاصة والأزمة
لقد كان للحرب تأثيرات كارثية على حياة الكثير من الناس وخصوصا أولئك الذين فقدوا أحبتهم أو إخوتهم نتيجة القصف أو المعارك حيث لا تقل معاناة هؤلاء عن معاناة الذين فقدوا بعض أطرافهم أو تحولوا لأفراد ذوي احتياجات خاصة نتيجة إصاباتهم لذلك حاولنا بهذه الجلسة التركيز على هذه الفئة المهمشة والتركيز على معاناتهم والطرق المثلى لمساعدتهم.
1- ما هي الاحتياجات الخاصة ولماذا تعطى كل هذه الأهمية؟
أفاد المشاركين بأن ذوي الاحتياجات الخاصة هم أفراد من المجتمع تعرضوا لإصابات أدت لفقدانهم بعض أطرافهم أو حواسهم كالبصر مما جعل قدرتهم على تلبية احتياجاتهم ضعيفة وحاجتهم لأشخاص آخرين يقومون على خدمتهم وتقديم الرعاية لهم كما من الممكن أن تنشأ الاحتياجات الخاصة نتيجة لأسباب ولادية كخلع الولادة أو نتيجة أمراض معينة كشلل الأطفال ويكمن التركيز على هذه الفئة بسبب عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها وضرورة توفير عناية خاصة بهم وإشراف مستمر.
2- ما هو واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا بعد الأزمة؟
قبل الأحداث كانت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة درعا تشرف بشكل خاص على قضية الأفراد المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وتقدم لهم ميزات جيدة ومساعدات نقدية وتلبي بعض احتياجاتهم ولكن بعد الأحداث وتفاقم هذه المشكلة نتيجة زيادة أعدادهم وعدم وجود جهة راعية لهم وضعف المؤسسات الموجودة، كل هذا أدى لتهميشهم وعدم العناية الكافية باحتياجاتهم كما ظهرت فئة تحاول استغلال قضيهم للحصول على التمويل والاستفادة من معاناتهم في تحقيق أطماع شخصية.
3- ما هي الصعوبات والتحديات التي تواجههم؟
صرح المشاركين بأن واقع ذوي الاحتياجات الخاصة واقع مزري اليوم نظرا لغياب الجهات المختصة بمساعدتهم وعدم وجود جهة راعية وفعالة مختصة بهذا المجال واقتصار الخدمات المقدمة لهم على بعض المعينات الحركية وحفاضات العجزة بعيدا عن النظر في أن هؤلاء الأشخاص قد يكونون معيلين لأسرهم قبل الإعاقة مما أدى لفقدان أسرهم لمعيلها وكون المعيل أصبح عبئاً على عائلته نظرا لحاجته الخاصة التي قد لا تستطيع الأسرة توفيرها مما يسبب مشكلتين في دائرة واحدة.
4- ما هي الإمكانيات الممكنة لمساعدتهم؟
إن مدينة نوى تحتوي وفق إحصائيات المجلس المحلي كما أفاد أحد المشاركين والعاملين في المجلس المحلي قد وصل ل 600 من ذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب لذلك قضية كهذه لابد أن يتشارك المجتمع على حلها بالرغم من ضعف إمكانيات المجتمع ولكن تقليل المعاناة لهذه الفئة واجب إنساني ولو كان على نطاق ضيق حيث يستطيع المجتمع المحلي تقديم تبرع رمزي بشكل مستمر لهذه الفئة وفق المكتب الإغاثي.
5- ما هي المشروعات ذات الأهمية في تقديم العون لهم؟
إن المشاريع التدريبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ومشاريع سبل العيش تعتبر من المشاريع الرائدة في مساعدة هذه الفئة المهمشة وخصوصا في إكسابها مهارات أو مصدر دخل يكفيها مرارة الحاجة والتذلل للناس حيث قامت بعض المنظمات الإنسانية وعلى نطاق ضيق جدا بتقديم المساعدة لهذه الفئة من خلال تدريبهم على بعض المهن التي تناسب قدراتهم ومن ثم مساعدتهم ماديا على فتح باب للرزق ضمن هذه المهنة حيث فعلت هذه المشاريع دور ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وإعادة دمجهم فيه وكما صرح المستفيدين فإن هذا النمط من المشاريع يعتبر رائعاً ومميزاً فيما لو طبق على نطاق أوسع.
يعتبر موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع المحلي من المواضيع الشائكة والمؤلمة نظرا لضعف هذه الفئة وعجز المجتمع عن مساعدتها وطرح هكذا موضوع للنقاش يعتبر مفيدا جدا لتوحيد وجهات النظر حول سبل مساعدة هذه الفئة.
وبما أن الحضور هم أشخاص من عدة جهات فاعلة على الأرض بينها المجلس المحلي بمدينة نوى فقد حاول الجميع التعاون للوصول لرؤية واحدة مما دفعهم للنقاش الجاد والاتصال الفعال فيما بينهم.