مبدعون من بلدي مع الفنان “محمد العماري”
الفنان التشكيلي محمد كمال العماري مدير فريق طوق الياسمين. سوريا .درعا 1987
خريج معهد إعداد المدرسين قسم رسم وتصوير
مختص في الفن المعاصر contemporary art
أنا من عائلة فنية.
قمت بتأسيس فريق طوق الياسمين للمبادرات المجتمعية لأني أردت نقل خبرتي الفنية إلى هذا الجيل ليكتسبوا مهارات فنية وتربوية وليكون الفن وسيلة علاج لهم من مخاطر اللجوء والحياة في الغربة انطلقت من رسالتي الفنية / الفن رسالة والفن للجميع/ …
أحب الرسم بأسلوب التجريد والأسلوب التعبيري لأني أرى أنني أستطيع التعبير عما بداخلي أكثر من خلال بهذا الأسلوب …
قمت بتنسيق معارض كثيرة في الأردن وبريطانيا وأميركا وسويسرا ويعود قسم من المبيع إلى الإنسان المتضرر سواء أكان طفلا متشردا أو ممن أتعبته الحياة بهمومها…
بداية قدومي إلى المخيم كنت أعاني من صعوبة توفير المواد الفنية حيث كانت الظروف الماديةو المعيشية صعبة جدا لكني بفضل من الله جلبت معي بعض المواد الفنية من الألوان والفراشي وقرابة 30 لوحة رسمتها خلال 10 أشهر في فترة نزوحي من قريتي إلى إحدى القرى المجاورة حين دمرت قريتي الصغيرة فرسمت لوحاتي على المواد المتوفرة لدي من ورق جرائد وصناديق كرتون التي يحفظ بها المواد الغذائية وخاصة صناديق الكرتون لثمرة الموز وورق A4 وبعض أطباق الكرتون لعلب الشوكلاته فأتيت بها إلى المخيم وكنت مسرورا جدا بأني استطعت جلبها معي لكنني حزنت على لوحاتي التي يقارب عددها ال 25 لوحة على قماش من أكياس الطحين ..
بعد فترة من إقامتي في المخيم بدأت بالرسم على قماش الخيم الموجودة في المخيم وشاركت مع أصدقائي بأول معرض فني بإحدى صالات منظمات المخيم وكانت أكثر الأعمال منفذة على قماش الخيم وصناديق الكرتون التي تحفظ المواد الغذائية التي توزعها المفوضية على اللاجئين ثم اهتمت المفوضية ومنظمة الإغاثة والتنمية الدولية IRD بدعمنا من حيث الأدوات الفنية وتنسيق المعارض خارج مخيم الزعتري ….
وعلى الرغم من ضيق ظروفنا المادية والمعيشية لكني حاولت تخطي جميع الصعوبات للاستمرار في ممارسة الفن ونقله إلى جميع الهواة والراغبين بتعلم الفن انطلاقا من فكرة الفن رسالة والفن للجميع وذلك لما للفن من أهمية في تنمية مهارات الإنسان والتركيز على الثقافة لبناء مستقبل أجمل يليق بجميع الناس….
قمت بتنفيذ أعمال فنية كثيرة لكن لابد من أن تكون لوحة ما أقرب إلى قلبي من الأخريات لوحة حملت عنوان ( أمل وحب) هذه اللوحة مقاسها 100/100 حضنت بين ثناياها جميع أحلامي ..أملي.. ألمي.. ذكرياتي.. هدفي في الحياة.. إحساسي بأني سأقدم الكثير لنفسي وللاخرين….
هذه اللوحة أكررها كثيرا و لا بد أن تكون بجانبي عندما أرسم ولا أستطيع أن تهاجر مرسمي الصغير هذه اللوحة هي أقوى لوحة نفذتها وسأنفذها في حياتي لونتها بجميع ألوان الحب والأمل فهي خاصة بي وحدي لوحة بيضاء فقط من قماش خيم الشتات.
الفن هو أول شئ يبتعد عنه الإنسان لكنه يعود إليه عندما يحزن. يفرح. يتذكر. ويهاجر.. و ابتعاد المجتمع عنه لا يحبطني أبدا لكنه يمنحني الإصرار على إكمال هدفي في نقل ثقافة الحب والجمال إلى قلوب الجميع( الفن هو الوجه الآخر لبشاعة الحياة فكل إنسان فنان إنها معادلة السلام)
حلمي كبير جدا سأصعد إليه يوما بقلبي الكبير وجسدي الصغير…. من يعلم حقيقة الفن لا يمكنه أن يشم رائحة الدماء ولا لبس أقنعة الشر.
أقول لكل إنسان سواء أكان يقيم في حارة الفن ام من خارجها تمتلك بقلبك جوهرة ثمينة فلا تتركها مدفونة بين ثنايا الإحباط دعها تخرج بذلك الوقت ستنجح وستحقق حلمك الذي نام منذ زمن وغاب عن عقلك وقلبك وستمتلك وقتها الشئ الكثير..
خلال مسيرتي الفنية القصيرة امتلكت الكثير من الأشخاص الذين كان لهم جهودا واضحة في مساندتي وتحفيزي منهم بعض أصدقائي فأقول لهم شكرا من القلب أما زوجتي فكلمات الشكر لاتكفي لأنها تحملتني خلال هذه الفترة ووقفت إلى جانبي على الرغم من تغيبي المستمر عن المنزل لإقامة الورش الفنية والمبادرات المجتمعية أقول لها شكرا لك…
أقول أخيرا أن كل إنسان له بصمته الخاصة به فليترك له بصمة في هذه الحياة والفن هو أحد وسائل التواصل بين البشر فمن خلال الفن أرغب بإيصال رسائلي إلى العالم رسالة الحب والسلام وتمسكنا بتراثنا وحضارتنا سيؤسس لنا صرحا قويا لمستقبل أجمل يليق بوطننا ‘سوريا’