مبدعون من بلدي مع المبدع عبد الرحمن الطيب
أولاً أريد شكر (المنتدى الفكري السوري) الذي أفتخر بدعوتهم لي للقيام بهذا اللقاء الجميل.
أنا عبد الرحمن الطيب من سوريا. عمري 15 سنة.
قصتي مع الهوايات بدأت منذ أن كنتُ في الثالثة من العمر، فقد كنت ذات مرة ألهو فحاولتُ رسم صورة ثلاثية الأبعاد كانت في إحدى المجلات, وعندما أنهيتُها أَعجَبَت أمي كثيراً ، وتفاجَأَتْ أني رسمتُ رسمة ثلاثية الأبعاد بذلك العمر!! ومنذ تلك اللحظة ظهرت لدي هواية الرسم ، وهي الهواية الأولى لي, فكنتُ أرسم لوحات بشكل مستمر، وعندما انتقلنا أنا وعائلتي للإقامة في مصر انتسبتُ لدورات تعليمية لتعلم الرسم, فكنت أرسم بالألوان الزيتية على القماش لوحات كبيرة ، وكثير من هذه اللوحات تزين جدران بيتنا اليوم، كما أنشأتُ صفحةً لي على الفيس بوك وأسميتُها بيكاسو العرب عبد الرحمن الطيب، وكنتُ أنشر فيها رسوماتي ولوحاتي، ولكن قبل 3 سنوات ونصف تضاءلت رغبتي بالرسم، وتوجهت للدوبلاج، وكانت البداية عندما أخذتني صديقةُ أمي التي كانت وما زالت تعمل في هذا المجال لأحد الاستديوهات لأجرب الدوبلاج، وكنت في تلك الفترة متأثراً كثيراً ببرامج الأطفال, وأقلد عباراتهم بصوت عالٍ في المنزل بين الحين والآخر.
ومثلما ظهَرَت موهِبتي في الرسم, ظهرَت موهبتي في الدوبلاج! حيث وافقَ ذلك الاستوديو على قيامي بتأدية شخصيةٍ في أحد البرامج الكرتونية, وأعجبهم أدائي كثيراً, وبعد أن أنهينا ذلك البرنامج, طلبوا مني القيام بدور جديد في برنامج كرتوني آخر، وظل الأمر هكذا مستمراً حتى يومنا هذا!
وبالنسبة للصعوبات فبالتأكيد كَوني طالباً في المدرسة جعل توفيقي بين الدراسة والدوبلاج أمراً صعباً، إضافةً إلى أن موقع الاستوديوهات هنا في القاهرة بعيد جداً عن مكان سكني, وغالباً ما كنتُ أعود في وقت متأخر من الليل، وعندها أبدأ بدراسة دروسي وحل واجباتي، مما يضطرني للسهر في أغلب الأيام حتى إن أهلي كانوا يشفقون عليّ ويطلبون مني النوم عندما يرونني مرهقاً، ولكني بفضل الله وبفضل دعم ودعاء والدَيّ, حققتُ المركز الأول في الشهادة الإعدادية على مدرستي هذه السنة بمعدل 98% وكذلك السنة التي قبلها.
مِن بعد الله أَشكُرُ صديقةَ أمي الأستاذة (إيمان النابلسي) التي جعلتني أدخل لهذا المجال الجميل, وأشكر والدتي التي ظلت تدعمني وتشاهد أعمالي وتشجعني باستمرار وتدعو لي بالتوفيق, وأشكر أيضاً والِدِي العزيز الذي لطالما حفَّزَني ودعمَني والّذي اعتاد أن يوصلني للاستوديوهات, وبالتأكيد أَشكُر كل أصدقائي ومعارفي الذين دعموني كثيراً وشجعوني طول الوقت.. وبالطبع فإني أشكر منتداكم الفكري السوري الذي أتاح لي التعريف عن نفسي بهذه المقابلة المشرفة.
.
وبالنسبة لطموحاتي أطمح لأن أعمل في إحدى المجالات التي أبرع بها.. جمعتُ حتى اليوم بين الرسم والتسجيل الصوتي, وأجد نفسي اليوم مهتماً بالتصوير والإخراج, وأطمح أن أكون مخرجاً أو مصوراً محترفاً.
أما عما أريد تقديمه لبلدي فإن أي عمل نؤديه بإبداع وإتقان نخدم به بلدنا، لأننا نرفع اسمه معنا، وأنا أتمنى أن أحمل قضية السوريين وأعبر عنها دائماً في أي عمل أسجله سواء أكان هذا العمل إعلانات أو برامج أو أفلام أو أي إنتاج إعلامي آخر.
ومن هنا أريد أن أقول للشباب السوريين أن لا يمنعهم أي شيء عن الاستمرار فيما يجيدونه.. وأن لا يستخفوا بقدراتهم, بل يشجعوا أنفسهم ويتدربوا كثيراً على ما يحبون القيام به, وأن يبحثوا باستمرار نحو ما يحقق الخير لهم ولمجتمعاتهم..
وأذكّرهم بأن ما يحصل من أزمات ومصاعب في البلاد بشكل عام, وبين فئات المجتمع بشكل خاص, لا يمنعهم أبداً من التوقف عن الأحلام الهادفة. عليهم البدء في التفكير في مستقبلهم لبناء وطن آمن, والقيام بما يفيد جميع فئات المجتمع, وما دام العمل الذي يفعلونه فيه خير للمجتمع فبإذن الله سيوفقهم الله – تعالى – لكل خير.