مبدعون من بلدي مع الإعلامية “فرح الشيخ”
فتاة سورية شغوفة جداً ، مشاكسة من الطفولة ، أبلغ من العمر ٢١ ربيعاً / كأي طفلة تحلم بشكل جنوني وترسم مستقبل ملون ، لم أتوقع ابداً أن المستقبل سينهدم وتنهدم ملامحه مع ملامح الوطن ، تغربت وعانيت وتجرعنا العلقم ككل من تَغرّب ،
إلى أن قدرّ الله وشاء وساقني لمكان أزرع أفكاري فيه وأُثمِر .. كنت أحلم دائماً أن أكون
” مؤثرة عالمية في مجال الفنون البصرية ” و ، الدعم استمر من الأهل وتدربت في معاهد عالمية وحصلت على شهادة من نيوهوريزن ،
وبعد فترة ساءت الامور في ريف دمشق وكان السفر إلى الإمارات هو الخيار الأفضل ، لم تكن الظروف المادية تساعد لأكمل دراستي .. فدخلت في حالة من الصدمة والاكتئاب ،، تجاوزتها بعد دخولي عالم وسائل التواصل الاجتماعي/السوشيال ميديا ، لاحظت أن أغلب الناس تتكون أفكارها من خلال هذا العالم ، حتى أنه سبق تأثير الأهل والصحبة على العقول ..
قررت استغلاله كمنبر لإيصال رسالتي وأفكاري !
، أنا خليفة على هذه الارض ولديّ قدرة إيجابية في التأثير والتغيير سواء فُتحت لي أبواب الجامعة أو لا ..
قبل آلاف من السنوات سار الناس لبلاد وبلاد بهدف ايصال معلومة ، اليوم باستطاعتنا إيصالها للملايين بكبسة زر .
بدأت بتقديم فيديوهات قصيرة لطيفة تتحدث عن الصبر والحب ..
وكان تفاعل الناس معي جميل جداً .. اقتنعت أن الإعلام مكاني وبدأت في وضع خطط لتحصيل رسوم الدراسة والتسجيل في كلية الاعلام ، في هذه الفترة كان الدور الأكبر لهواياتي ” الجرافيك والتصوير ” وتوظفت بمبلغ جيد في هذه المجالات ..
وفعلا حالياً أنا في السنة ٢ بكلية الإعلام ، أجاهد للموازنة بين دراستي وعملي بفضل الله .. وتوجد خطة لدراسة التربية الأسرية مستقبلاً .. وللحلم بقية

نريد أن نتعرف بشكل أكبر على أهم مواهبك التي تمارسينها؟
مواهبي كلها تتعلق بالفنون البصرية من تصوير وتصميم ،، لكن هذه الأمور لم تكن تُعرَف إلا إذا عَرّفت بها بنفسي ..
إلا موهبة وحدة ، زيّنت شهادات الطفولة
كثيرة الحركة والكلام ..
كتبت لمدة ٧ سنوات متتالية على شهاداتي..
هذه الطاقة المجنونة بفضل الله شيء من شخصيتي و استطعت بفضل الله و القراءة المستمرة أن أضبطها بحيث يصبح للكلام بأي حديث أو بأي مشاركة فيه فائدة قيّمة وتكون بالنسبة للجميع أنه “الحمدلله أنها كثيرة الحركة والكلام”
ما المشروع الذي تعملين عليه حاليا ؟
قبل فترة بدأت اهتم بموضوع الخطوبة والزواج لقناعتي أنه أساس المجتمع واستقراره وازدهاره وأنه أول خطوة لتربية أبناءه تبدأ من الاختيار الصحيح .. بدأت أدرس وأتعمق بالآيات والأحاديث التي تطرقت للموضوع وأُحلل جميع المواقف النبوية مع زوجاته .. وايضاً كتب كثييرة ومحاضرات لعدد من الدكاترة منهم عبد الرحمن ذاكر الهاشمي وعفاف الجاسم وعلي العمري وكريم الشاذلي ..
مشروع ” الحب التزام ” سلسلة فيديوهات قصيرة تحاكي موضوع الاختيار الصحيح والتعامل بين الطرفين والتفاصيل الصغيرة التي تزيد المودة والرحمة التي يجب أن تُعطى اهتمام أكبر مثل الشكر والكلمة الطيبة ..
هدفه بشكل عام تعزيز فكرة الزواج وجمال الحياة الزوجية بوصف ربنا لها كَ ” سكن ومودة ورحمة ” أي جل معاني الاستقرار والحب ..
وقيمة الزواج بصناعة شخصية متزنة ..
وأن جميع من فشل في إنجاح زواجه بالفشل يعود لارتكاب أخطاء من الشركاء وليس للزواج
ويارب المشروع قريباً يشوف النور
ما أهم التحديات التي واجهتك خلال الفترة
الماضية؟
تحمل المسؤولية هو التحدي الأكبر خلال الفترات الماضية والأمر مستمر ..
كفتاة مدللة جداً ، تغربت فجأة وحملت على عاتقها مسؤوليات كبيرة ، كوجوب الموازنة بين وظيفتها ودراستها ، ومصروفها الشخصي والجامعي ..
أيضا مسؤولية اتخاذ قرارات مصيرية وحاسمة .. واختيار الأفكار بوعي أكبر وقوة ايمان ولو واجهت انتقادات وعقبات من المجتمع المهم دائما أن تكون الفكرة صح” شرعاً ” وليس شرقا .
أين ترين نفسك بعد خمس سنوات؟
لا أفضل جعل نفسي ضمن إطار ..
بصورة معينة أو شكل معين
أعتقد أن تكرار تخيل صورة ما سيجعلها مألوفة وتُطَبع مع الوقت فكرة سهولة الوصول فتقل الهمة ..
أنا عبارة عن خطوات صغيرة مستمرة غير محددة ومتغيرة بحكم تغير الظروف
وإن شاء الله بعد ٥ سنوات من الآن ستكون فرح رسمة مبهرة متكاملة لا أعلم ..
كيف يمكنك خدمة بلدك من خلال مشروعك؟
رسالتي الإعلامية “الحب التزام ” تخص شباب وفتيات المجتمع العربي بشكل عام ،
ولكن بما أنه بيئتي ولب أفكاري من نشأة سورية ..
بإذن الله سيتم عرض نماذج واقعية سورية تمثل الحب بأبهى صوره لتُنقل إلى العالم ..
وحسب الخطة المستقبلية، إذا وفقني الله في دراسة التربية الأسرية سيتم عمل دورات متخصصة في هذا المجال وتكون مجانية تحديدا في سورية ..
لمن توجهين كلمة شكر وتشعرين تجاههم بالامتنان لوقوفهم بجانبك؟
أمي الصابرة المكافحة الداعمة لأفكاري ..
ووالدي الذي علمني كيف أسند نفسي بنفسي
بعون الله ..
والأخت الصديقة القائدة الناجحة : الريم خليفة .. تحملت ظروفي الاستثنائية وغياباتي المتكررة عن العمل ، بين تصوير وجامعة وإرهاق .. الله جل جلاله دائما يضعك في الطريق الأنسب ويهيء لأجلك الاشخاص والقلوب والمواقف ..
ماذا يمكن أن تقولي للشباب والشابات السوريين ممن هم في مثل سنك ؟
ظروف الحرب أثرت على النفوس أمر لا فرار منه .. بإمكانك من خلال هذه الظروف صناعة نفسك، إما أن تقاوم وتعمل لتكون إنسان ناجح صاحب بصمة وأثر .. أو مُقعد يندب على الأطلال لايسمن ولايغني ..
لم نخلق عبثاً .