عقد فريقنا في اعزاز جلسة حوارية تهدف إلى تفعيل الحوار في مواجهة الصعوبات وتوضيح مفهوم التهجير القسري والتعرف على أسباب التهجير القسري والهدف الكامن وراءه وغيرها من المشاكل التي تخص المهجّرين في الشمال السوري وذلك من خلال النقاش التالي….
1_ ما المقصود من التهجير القسري؟
هو ترحيل مجتمعات بالإكراه من وطنهم تحت وطأة السلاح وسلطة الإجبار ويكون تحت ضغط عدة عوامل ( كاتفاقيات دولية ) من قبل متسلطين دوليين لا شرعية لهم ، يدفعون الإنسان للتخلي عن الوطن الأم مجبورا ومسيرا لامخيرا تاركا وراءه كل ما يتعلق بهذه الأرض عاداته وتقاليده حتى ممتلكاته الشخصية وهو تهجير يزعم بأنه يهدف إلى السلام و حماية المدنيين العزل .
2_ ما الهدف الأساسي من عمليات تهجير السكان من مناطق سكنهم إلى مناطق أخرى؟
اتفق الجميع مؤكدين أن الهدف الرئيسي للتهجير هو تغيير ديموغرافي للمنطقة وذلك لاستغلال المنطقة ونقل مجموعة أخرى من السكان الداعمين للنظام إليها مما لا يشكل خطرا عليه من أجل إنهاء الثورة وتشتيت المواطنين بالإضافة إلى تجريد الإنسان الحرّ صاحب الحق والأرض من حقوقه .
3_ ما الدوافع التي دفعتكم إلى الموافقة على التهجير؟
تعدّدت الدوافع ولكنها تمحورت حول الحفاظ على أرواحنا وسلامة أطفالنا من القصف المستمر والرغبة في العيش بأمان واستقرار بعيدا عن نظام الأسد المجرم الذي قد تمكن من السيطرة على أغلب مناطقنا لذلك فضلنا التهجير على الاعتقال الذي سيطال كل منّا و حفاظا على كرامتنا وعفتنا وما نؤمن به.
4_ ما المشاكل التي عانيتم منها أثناء عملية التهجير؟
لم يستطع بعض الحضور إخفاء ملامح الحزن عندما طُرِح هذا السؤال فكان الجواب الخوف الملازم لنا طيلة الطريق الخوف من الألغام والقتل و الرحلة إلى المجهول بكل معنى الكلمة بالإضافة إلى إطلاق النار علينا من قبل عصابات الأسد والتي استهدفت الحافلات وذلك للزياادة في إهانتنا كما تعرضنا لبعض الإصابات من خلال استهدافنا بالحجارة من قبل الشبيحة
وعند وصلنا الجهة التي وصلنا إليها كانت المفاجآت في انتظارنا فلم نجد مسكنا نلجأ إليه ولا مأوى يقينا البرد فقد كانت البيوت ذات إيجار مرتفع وغلاء فاحش في الأسعار واستغلالنا من قبل أصحاب المنطقة (تجار الأزمة ) وأيضا اختلاف كبير في العادات والتقاليد والمحسوبيات الموجودة في كل المؤسسات التعليمية والطبية والقانونية وعدم تقبل بعض السكان تواجدنا معهم في نفس المنطقة ومن إحدى المشاكل عدم توفر فرص عمل و عدم الاعتراف بالمعاهد والجامعات الموجودة في المنطقة .
5_ ما الحلول التي تقترحونها لتجاوز الصعوبات التي تتعرضون لها؟
أجمعوا على أن الحل الأفضل هو وضع رقابة للحد من ارتفاع الأسعار المعيشية الضرورية وإنشاء مركز يهتم بالمهجرين ويعنى بشؤونهم واحتياجاتهم من خلال المساعدات والمعونات المادية وتأمين فرص عمل للرجال والنساء وبناء منطقة سكنية لائقة (غير الخيام )لعدم القدرة على الاستمرار بدفع الآجار والسعي للحصول على اعتراف دولي بالجامعات ونتمنى أن يكون هناك حل سياسي يفضي إلى إنهاء حكم الأسد ونعود بعدها إلى منطقتنا .
كانت الجلسة الحوارية متنفسا للحضور حيث استطاعوا التعبير عما يشعرون به وما يمرون به من صعوبات بالإضافة لاقتراح حلول قد تساعد في تخفيف الأزمة بالنسبة لهم ولو بشكل جزئي.