أقام فريق المنتدى الفكري السوري في أحد مخيمات الشمال السوري في منطقة اعزاز جلسة حوارية لمناقشة ما يخص الأطفال السوريين في المخيمات والتفكير فيما يمكن فعله لمساعدتهم والتخفيف من واقعهم الأليم وذلك بتكاتف الجميع..
1_هل ترون أنّ المخيمات في الداخل السوري بيئة صالحة يمكن أن يمارس فيها الطفل حقوقه ؟
أجمع الحضور على عدم صلاحية المخيمات لممارسة الطفل فيها حقوقه المشروعة كاللعب والتعلم والشعور بالأمان …فالطفولة لا معنى حقيقي لهذه المفردة في المخيمات التي لا تعرف الأمل ، فلا تعليم ولا رعاية ولا أدنى مقومات الحياة البشرية .
2_ ما احتياجات الطفل في المخيم على الصعيد الصحي والاجتماعي؟
أكّد الجميع على أنّ الظروف المعيشية في المخيم ليست وحدها صعبة بشكل لا يصدق ولكن الأصعب الاضطراب النفسي الناجم عن السنوات الطويلة من الصراع الدموي جميعا أثرت على الأطفال بشكل كبير فأغلب الأطفال شهدوا مستويات متطرفة من العنف والوحشية فالأطفال يحاكون مشاهد القتل أثناء اللعب وهناك آخرون يصيحون ويحمون وجوههم أثناء سماع دوي انفجارات فلذلك أهم ما يحتاجه الأطفال الرعاية الضرورية والدعم النفسي والاجتماعي التي من شأنها تخفيف الصدمات والضغوطات النفسية والعنف والانطوائية وبعض المشاكل النفسية مثل التلعثم ولا ننسى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فهم الفئة الأشد حاجة إلى الرعاية وذلك من خلال توفير الأدوية الضرورية لهم وما يحتاجون إليه بمختلف إعاقاتهم .
وأطفالنا في المخيمات أكثر ما يحتاجون إليه هو الأمن والمكانة والاعتبار والطمأنينة والحاجة إلى الحب والحنان والأمان ، الحاجة إلى الانتماء وإلى التنفيس عن رغباته المكبوتة ، وكما يحتاجون إلى سلطة ضابطة وإلى التأديب المنضبط.
3_ ما احتياجاته على الصعيد التعليمي ؟
برغم ما شهدته المخيمات من نهوض تعليمي وتربوي وذلك بعد إشراف الحكومة التركية على الوضع التعليمي فيها ، لا يزال التدهور التعليمي يسود المخيمات ، فهناك مخيمات توافرت فيها مقومات العملية التعليمية في حين غابت نهائيا عن مخيمات أخرى كالمخيمات العشوائية .
فأشد احتياجات التعليم افتتاح مدارس في المخيمات العشوائية فأطفالها تخلوا عن حلمهم في التعلم بسبب خوف الأهل عليهم من الذهاب إلى المدارس المجاورة التي يمشون إليها مئات الأمتار تحت الأمطار والسيول وعبر طرق ترابية وغير مرصوفة سرعان ما تتحول إلى طينية ، إضافة إلى عدم توفر وسائل للتدفئة في المدارس
ويحتاج أطفالنا في مدارسهم المتاحة لهم إلى كفاءات تدريسية متخصصة في بعض العلوم فهناك نقص كبير في الكوادر التعليمية المتخصصة .
كما أنّهم يحتاجون إلى قرطاسية في العديد من المدارس فهناك مدارس عديدة قد انتهى الفصل الدراسي ولا يوجد عندهم كتب مدرسية حتى الآن .
4_ في رأيك ما المشاريع المقترحة التي يمكنها أن تساعد الطفل في تعويض بعض من حقوقه ؟
اقترح معظم الحاضرين عدّة مشاريع يمكنها تخفيف معاناة الطفل و تعويض أكبر قدر ممكن من حقوقه منها :
1_ افتتاح مدارس في المخيمات العشوائية .
2_ افتتاح رياض أطفال لما هم تحت سن المدرسة .
3_إقامة مهرجانات خاصة بالأطفال .
4_ مراكز سبل عيش لذوي الأطفال من أجل الحد من ظاهرة عمالة الأطفال .
5_ أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة يتلقون فيها الخدمات المناسبة لهم .
6_ إنشاء دور لرعاية الأطفال الأيتام الذين فقدوا أسرهم في الحروب .
7_ حملات توعية خاصة بأهالي الأطفال .
كانت جلسة محفزة للعمل الجماعي وقد تمّ الاتفاق بين أغلب الحضور أنّ عليهم السعي جميعا من أجل تأمين حقوق أطفال بلدنا المتواجدين في المخيمات لكونهم جيل المستقبل.