مبدعون من بلدي مع الطبيبة “أماني بلور”
اسمي أماني بلور من الغوطة الشرقية وأنا كنت طبيبة مقيمة أطفال ثم اخترت أن أبقى في الغوطة لمعالجة الناس بعد قيام الثورة وسأشارككم بتجرتي مع فيلم الكهف الذي عرض في عدة دول مثل كندا وأمريكا وبريطانيا وحاز على عدة جوائز في أقل من شهر منها جائزة اختيار الجمهور في مهرجان تورنتو بكندا.
قصة فيلم الكهف بدأت في ٢٠١٦ مع بداية استلامي إدارة المشفى في الغوطة الشرقية و هي فكرة المخرج فراس فياض للتركيز على دور النساء في الثورة السورية وكان شيئاً غير مألوف ضمن واقع الغوطة بأن تدير أنثى مشفى…
بدأ التصوير بعد أربع سنوات من الحصار و كنت مهتمة بالدور الإعلامي لتوصيل أصواتنا رغم الصعوبات التي واجهناها بسبب القصف
و رغم التردد الذي مررت به لتصوير الفيلم قررت أنه سيتم التصوير ولكن لن يعرض على وسائل الإعلام فوراً من أجل سلامة المشفى والناس فيه..
استمر التصوير سنتين وكان التركيز قد تمحور حول شخصيات الأطباء بوصفهم بشر قبل كل شيء في ظل هذه الظروف القاسية .
كان هناك صعوبات من قبل مجتمع الغوطة المحافظ بسبب التصوير وخاصة تصوير البنات والنساء من ممرضات و طبيبات ولكن استطعنا أن نستمر في مشروعنا برغم ذلك،
أما التحديات فكانت صعبة جدا بسبب المناظر والحالات الخطيرة والإصابات الشديدة خاصة عند الأطفال وحالات سوء التغذية إضافة للخوف والرعب الذي نشعر به باستمرار..
وانا كمديرة مشفى كنت أشعر بمسؤولية كبيرة لمحاولة تأمين المواد الطبية و حماية الكادر الطبي ضمن منطقة محاصرة لمدة خمس سنوات..
وقد انعكس هذا التوتر والخوف علينا بطريقة ما وأصبحنا لا نتقبل المصورين القائمين على الفيلم أحياناً خصوصاً بالفترة الأولى ومن ثم صارت الظروف أقوى من حيث العنف والقصف لدرجة أننا لم نعد ننتبه أساسا لوجود كاميرا أو مصورين ..
بالنسبة لمشروعي المستقبلي وانطلاقاً من الواقع الحالي فسوف يكون مرتبطاً بالمرأة و دعمها وتمكينها و بالتالي دعم الطفل وتمكينه
وهذا المشروع سيكون ضمن منظمة الأمل التي يجري العمل عليها من خلال الشراكة مع منظمة بلجيكية.
ومن هنا أريد أن أوجه كلمة أخيرة للشباب والشابات خاصة بأنهم الأمل و قادرين على تحدي كل الصعوبات ليكونوا جزءاً من التغيير والإبداع والعمل حتى نرجع لنبني سورية ديمقراطية ونعمر ما دمره المجرم وحلفاؤه وهذا يتطلب عدم الاكتراث للكلام السلبي والعمل بروح التفاؤل والجماعة..