مبدعون من بلدي مع الناشط والمدرب “عبادة العاسمي”
أنا عبادة العاسمي من سوريا
ناشط في قضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومدرب ومستشار لبرامج دعم النظراء للأشخاص ذوي الإعاقة..
طبعاً أنا شخص عندي إعاقة حركية وأستخدم كرسي متحرك وحالياً مقيم في الأردن..
أعمل في هذا المجال منذ عام ٢٠١٤ واشتغلنا على عدة برامج وأنشطة أنا ومجموعة من الناشطين من الأشخاص ذوي الإعاقة السوريين في الأردن حتى ننهض بواقعنا ونغيره للأفضل،، وحققنا العديد من الإنجازات وقصص النجاح ولله الحمد والفضل..

حالياً في ظل أزمة انتشار وباء كورونا أعمل على مبادرة توعوية حول كيفية المحافظة على الاستقرار الصحي للأشخاص ذوي الإعاقة… لأن انقطاعنا عن خدمات التأهيل ومحدودية النشاط والحركة قد يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية يترتب عليها آثار سلبية كبيرة جداً على حياتنا في المستقبل بعد انتهاء هذه الأزمة،، والعديد من الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم غير مدركين لأهمية متابعة العلاج والتمارين والأنشطة في المنزل واتباع نصائح وتوجيهات الأخصائيين للحد قدر الإمكان من المخاطر والآثار الجانبية.. والمبادرة كانت عبارة عن فيديوهات توعوية أنشرها على صفحتي على الفيس بوك حتى تنتشر ونتمكن من إيصال الرسالة لأكبر عدد ممكن،..
هذه الفيديوهات كانت بالتشارك مع أخصائيين من مجالات مختلفة متعلقة ببرامج تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة… وعندما نتكلم عن الاستقرار الصحي يجب أن نركز على الجوانب التالية:
١- المحافظة على اللياقة البدنية والقدرة العضلية وليونة المفاصل وخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية..
٢- تقوية جهاز المناعة لأن الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم نقص في المناعة بسبب استخدام الأدوية..
٣- كيفية تجنب حدوث التهابات مزمنة..
٤- كيفية تقوية جهاز التنفس لأنه هو أول جهاز يهاجمه فايروس كورونا وهناك بعض أنواع الإعاقات لديهم ضعف في عمل جهاز التنفس..
وبالنسبة لأهم الصعوبات والتحديات اللي واجهتها في هذه المبادرة هي الصعوبة في الوصول لأخصائيين في بعض المجالات المطلوبة للتوعية،، وعملية اختيار وإعداد المحتوى للفيديوهات حتى يتناسب مع عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة على اختلاف حالاتهم الصحية وقدراتهم الوظيفية… إضافة إلى أن العمل عن بعد كان متعب جداً لجميع المتطوعين معي في هذه المبادرة وخاصة في التصوير ودمج الفيديوهات وترجمتها للغة الإشارة لكي تصل المعلومات للأشخاص الصم..
وعن أهم من وقفي بجانبي وشجعني حتى أكمل طريقي وأستمر في نشاطي هم الأهل والكثير من الأصدقاء المقربين وغيرهم الذين لا يسعني أن اذكر أسمائهم،، فجزاهم الله عنا كل خير كل شخص باسمه..
أما بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة كيف يصبحوا أكثر فاعلية ونشاط ، فعلينا أولاً أن نعي تماماً أن واقع الأشخاص ذوي الإعاقة لا يتغير إلا بجهود أصحاب القضية أنفسهم،، والتغيير والتحسين يبدأ من تقبل الأشخاص ذوي الإعاقة لأنفسهم ولإعاقتهم..
ومن ثم تمكينهم وبناء قدراتهم ( وهذا يقع على عاتق الجهات التي تعمل على قضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ) حتى يصبحوا قادة التغيير والصوت في المطالبة بحقوقهم والسوط في المدافعة عنها..
وتوعية المجتمع حتى يتقبل وجود الأشخاص ذوي الإعاقة ويصبح شامل للجميع مرتبط تماماً بنشاط ووجود الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم،، لأن سياسات التغيير في المجتمع متعددة ومتنوعة، وأهمها هي تلك التي تكون من قبل القاعدة الشعبية وهم أصحاب الحقوق المنتهكة.. وبعدها سوف تلتفت السلطة والحكومة للمطالب والأصوات وتبدأ بالاستجابة تدريجياً بتحسين الأوضاع…
وأخيراً رسالتي للشباب السوريين في كل مكان:
لكم مني تحية وسلام في جوفها كل معاني الحب والإمتنان..
كل شخص فيكم كان له أثر طيب في مكانه الذي يقيم فيه في الظرف الحالي لأنه استطعنا تخطي كل الصعوبات والتحديات حتى نثبت للعالم أن الشعب السوري صاحب بصمة في أي مكان وزمان وتحت أي ظرف،، لذلك مطلوب من الجميع أن نستمر بالعطاء كل واحد ضمن تخصصه ومجاله المبدع فيه،، ومطلوب منا أيضاً أن نحافظ على صحتنا وحياتنا في ظل انتشار الوباء ونبقى بخير،، ونستمر في اكتساب العلوم و الخبرات حتى نرجع لبلدنا في المستقبل القريب ونعمرها من جديد .