قصة مبادرة مع مبادرة مسارات
بداية نود أن نتعرف عليك وما هي صفتك في المبادرة؟
د. سها دعدوع – مسؤول العلاقات العامة في مبادرة مسارات
كيف بدأت فكرة المبادرة؟
نظرا للواقع الذي يعيشه الشمال السوري من عجز في العملية التعليمية نتيجة للحرب وتدمير المدارس ونزوح/هجرة الكفاءات التعليمية بالإضافة إلى الصعوبات المادية التي يواجهها أهالي الطلاب، أصبح قرابة ١٥ ألف طالبا في شمال غرب سوريا خارج المنظومة التعليمية بحسب وزارة التربية والتعليم (٢٠٢٠م). ومن منطلق إيماننا بأن المعرفة هي أساس بناء حياة الإنسان وتمكينه، انطلقت مسارات – مبادرة نشر المعرفة عن بعد بين السوريين – بهدف إتاحة فرص متكافئة للتعلّم لكل متعلّم سوري وتأمين حق التعليم للطلاب (عن بعد) متجاوزين بذلك العوائق المكانية والزمانية والمادية. تم الاجتماع التأسيسي للمبادرة في ٢٦-١٢-٢٠١٩م وكانت انطلاقة المبادرة مع أول درس تفاعلي في آذار ٢٠٢٠ م عبر منصة مايكروسوفت تيمز (MS Teams).

من الفريق الذي يعمل عليها وتخصصاتهم بشكل عام؟
يعمل على إنجاح المبادرة واستمرارية العملية التعليمية ضمنها كادر تربوي من ذوي الخبرة والكفاءة في تدريس المقررات المدرسية المعتمدة في الشمال السوري، بالإضافة إلى مجموعة من المتطوعين من حول العالم من أكاديميين وخبراء ومدربين في تقنيات التعلّم وصناعة المحتوى التعليمي والتعليم عن بعد، تقنيين، إعلاميين، مهندسين، مترجمين، مدققين وإداريين في شتى المجالات.
ما هو نطاق عملكم من حيث نوع الخدمات ومناطق العمل؟
في العام الدراسي الفائت (٢٠١٩-٢٠٢٠م)، ركّزت مسارات جهودها على تأمين حق التعليم لطلاب الشهادات في التعليم المدرسي (تاسع – بكالوريا بشقيها العلمي والأدبي) نظرا لكونهم الأشد حاجة لمتابعة تعليمهم. ومع بداية العام الدراسي الحالي (٢٠٢٠-٢٠٢١م) افتتحت مسارات مساق الصف العاشر لتأمين التعليم عن بعد لطلاب مسارات الذين أنهوا الصف التاسع معنا خلال العام الماضي. بالإضافة إلى مسار التعليم الأساسي، تقدّم مسارات ورش تدريبية للطلاب في مركزها (ادلب) والعديد من الأنشطة الطلابية التي تهدف إلى تنمية شخصية الطلاب ومهاراتهم على التجديد والابتكار، إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم وإبراز قدراتهم القيادية. يستفيد من خدماتنا حاليا الطلاب على مقاعد الدراسة والمنقطعون عن الدراسة بسبب النزوح أو العمل بالإضافة إلى الأمهات. ولتيسير وصول خدماتنا التعليمية للطلاب، يعمل فريق متخصص بتكنولوجيا التعليم وصناعة المحتوى وكادر تربوي وتدريسي على إعداد المحتوى التعليمي للدروس بمنهجية توافق المعايير العالمية للتعليم عن بعد. وقد حصلت مسارات على اعتراف من شركة مايكروسوفت كمؤسسة تعليمية مما أتاح لنا إمكانية إنشاء حسابات للكادر وللطلاب واستخدام تطبيقات مايكروسوفت التي تدعم العملية التعليمية وعلى رأسها برنامج MS Teams الذي يتيح بث الدروس التفاعلية مباشرة للطلاب من المركز. وبعد انتهاء المعلمّين من البث المباشر للدروس، يعمل فريق إعلامي متخصص على تقطيع الدروس وتحسين جودتها ورفعها على منصات مسارات لإتاحتها لاحقا للطلاب بصورة غير تفاعلية.
ما هي أهم التحديات التي تواجهكم وكيف ممكن أن تتخطوها؟
أكبر التحديات التي تواجهنا تكمن في كون التعليم عن بعد ضمن المنهجية التي تقدمها مسارات بشقيه التفاعلي وغير التفاعلي فكرة مستحدثة في الشمال السوري ولا يزال الكثير من الأهالي والمنظمات الداعمة للتعليم غير مؤمنين بفاعلية التعليم عن بعد كبديل عن التعليم التقليدي مما أدّى الى اقتصار الخدمات التعليمية المقدمة من قبل مسارات في الوقت الراهن على الصف التاسع والعاشر والبكالوريا. ولكن ولله الحمد استطعنا بعد عام على التأسيس من إيصال التعليم إلى ٢٠٠٠ طالب جلّهم من النازحين؛ تكلّلت المسيرة التعليمية لمعظمهم مع مسارات بالنجاح. وقد قمنا بنشر العديد من قصص نجاح طلابنا على صفحاتنا الرسمية والتي أثبتت فاعلية التعليم عن بعد ضمن المنهجية والحرفية المتبعة في مسارات لإيصال التعليم للطلاب بجودة عالية. ونعمل الآن في مسارات على مناقشة سبل التعاون وعقد شراكات استراتيجية مع المنظمات المهتمة بإيصال التعليم للسوريين والجهات الداعمة بهدف التوسع والانتشار وافتتاح باقي الصفوف ضمن مسار التعليم المدرسي.
من المشاكل الأخرى التي تواجهنا هي الاحتياج لمزيد من الأجهزة الالكترونية والانترنت للطلاب ولكادر مسارات المتواجد في مركزنا. ولتخطي ذلك نقوم بطرح حملات تمويل جماعية واستقبال التبرعات الفردية والعينية كما نعمل على عقد مذكرات تفاهم مع مؤسسات عاملة على الأرض لتحقيق منفعة مشتركة وسد جزء من احتياجات العملية التعليمية.
ما الأمور التي يمكن أن تحسن من أدائكم في العمل التطوعي؟
من أهم عوامل نجاح أي مشروع هو توفر الموارد (البشرية والمادية) اللازمة لتنفيذ المشروع. ومع تزايد أعداد الطلاب المنتسبين إلى مسارات ولتحقيق هدفنا في افتتاح باقي الصفوف، تحتاج مسارات إلى جهود المتطوعين من حول العالم الذين يحملون هم القضاء على الجهل ونشر المعرفة بين السوريين، بالإضافة لرغبتهم في نشر المعرفة والخبرات التي استمدوها ونقلها للمتعلّم السوري. نحتاج في مسارات إلى خبرات الأكاديميين والتربويين والمعلمين والموجهين وصناع المحتوى والإعلاميين والمبرمجين والإداريين في شتى المجالات. كما نحتاج في مسارات لتأمين الموارد المادية من أجل ضمان استمرارية خدماتنا التعليمية. ولذلك نعمل على جمع التبرعات الفردية وإطلاق حملات التمويل الجماعي واستقطاب الداعمين. كما وقد حصلنا مؤخرا على ترخيص في السويد كمنظمة تعليمية غير ربحية مما سيتيح لنا في المستقبل القريب من التواصل مع منظمات دولية وتقديم مخططات مشاريع تدعم هدفنا ورؤيتنا في نشر المعرفة عن بعد بين السوريين. وفي مسارات نحن نثمّن أي تعاون أو شراكة استراتيجية مع الأفراد والمنظمات الداعمة للتعليم وحقوق الإنسان.
ما هي رؤيتكم بخصوص المشروع بعد خمس سنوات؟
تطمح مسارات لتيسير الحصول على المعرفة من مختلف مصادرها بطريقة أكاديمية ومؤسساتية لجميع فئات المجتمع ولكافة المراحل التعليمية ابتداء من المرحلة الابتدائية وصولا إلى الجامعية والتدريب المهني. تهدف مسارات لأن تكون المنظمة الرائدة في مجال نشر المعرفة بين السوريين سواء في الداخل أو الخارج. رؤيتنا لمسارات مع نهاية عام ٢٠٢٥م:
- أن نكون أطلقنا جميع المسارات (مسار التعليم المدرسي لكافة الصفوف – مسار الإرشاد الأكاديمي – مسار التدريب المهني – مسار الأنشطة الطلابية) مع التطوير والمتابعة المستمرة.
- استفاد من منصتنا الالكترونية أكثر من نصف مليون سوري حول العالم (بين معلّم – متعلّم – كادر – ومتطوّع).
- استطعنا إيصال العملية التعليمية لمائة ألف طالب/ة في مسار التعليم المدرسي.
- تأمين التدريب المهني لعشرة آلاف متعلّم/ة.
- تدريب ألف معلّم/ة على أحدث الأدوات والمهارات المستخدمة في تكنولوجيا التعليم والتعلّم عن بعد.
كلمة أخيرة تحبون توجيهها للمجتمع وفئة الشباب خاصة؟
نود أن نشكر كل من ساهم بوقته أو ماله أو علمه أو حتى بكلمة لدعم مسارات وتيسير وصول العلم والمعرفة لأي سوري أو متعلّم حول العالم. كما نشجع الشباب والشابات على تخصيص جزء من وقتهم للتطوع والعمل الإنساني ونقل المعرفة والكفاءات والخبرات التي اكتسبوها لما فيه منفعة للمجتمع. كما نود أن نحث المتعلمين من كافة فئات المجتمع على تخطّي العوائق في سبيل متابعة التعلّم وتطوير الذات لضمان مستقبل مشرق لهم وللأجيال القادمة فالمعرفة هي حجر أساس بناء الإنسان والأوطان. ونحن في مسارات سنعمل على بذل كل ما نملك من وقت ومعرفة وخبرة ومال لتيسير وصول المعرفة بشكل مجاني لكل متعلّم سوري حول العالم.
المعرفات الرسمية الخاصة بالمبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي
فيس بوك: https://www.facebook.com/masaratsyria/تويتر https://twitter.com/masaratsyria?s=09
انستغرام : https://instagram.com/masaratsyria?ig...
يوتيوب: https://youtube.com/channel/UC_tE3oP0...
الموقع: masarat-sy.org